أوَ تنكرني "دبي" لأن بيني وبينها بعض المسافات الفاصلة كضرورة حياة لا أكثر ولا أقل؟؟ كلا يا هؤلاء ..ومن يقوى على فصل الرأس عن جسده؟؟ أم من يقوى على اجتثاث البدر من هالته؟؟.
"دبي" عبق أجدادي ، ومربى آبائي وأتلادي .. وهي تعلم أن في وجهي من رسم أناملها ملامح الانتماء ، وعلامات العزة والإباء، وفي خلايا جسدي منها شواهد الحياة السرمدية الخالدة أننا أولاد خلص لصافي الوفاء..ومسارح الإخاء مهما تأولت الأرض بُعد السماء عنها، تظل السماء سقفها الحافظ رغم كر السنين ، ومكر الأيام.
يسألوني عن "دبي" سؤالاً غريبا من غريب، ومتى كانت البنوة غربة وهي المتقلبة في حجر أمها تنعما، وتحببا، وتدللا..وكيف يكون التأويل مقبولا ولو أبصرت الخليقة لرأت قدم جدي تزاحم حبات الرمل كثرة فوق شواطئها، وأبرارها..أي تساؤل ظالم ذاك الذي يميتني قبل موتي غصة من ادعاء مالا واقع له سوى الظن الغريب من كل غريب..
هذه لغتي، وذاك أدبي، وتلك هي حشاشة الروح تسكب فوق صفحات من أدب لا يرقى رقيه إلا لأن جدي "رحمه الله" سقانيه من نبع "الممزر" في طريقه إلى رحلة الغوص الخالدة.