كثيرا ما أقول لنفسي ولخاصتي :لو كان أمر البعض من النساء الكاتبات بيدي لاستصغرت في حقهن وضع ما يسمى الصورة الرمزية في بطاقة التعريف بالواحدة منهن! وماذاك إلا لأن في وضع الصورة هذه اصطداماً مع الحقائق الثابتة ، ومغايرة لما عليه الرأي السديد..وقد أمعنت النظر في وضع هذه الصورة فلم أخرج عن الآتي:
أولا: الفهم الخاطيء لدى البعض عن الجمال ، وكأن الجمال المنشود لديها ما يستقر في حدقتي الآخرين لا ما تراه حدقتاها، وبصيرتها. وتلك هشاشة في مقاييس النظر ؛ إذ التثبت من القناعة بالذات صادر بداية من الذات نفسها قبل حكم الآخرين عليه، وما مثال هذه الصور الخادعة إلا كمثال الدعاية الفارغة اليوم للسلع المستهلكة، يفرق الإعلان عن الحقيقة كفارق الحقيقة عن دعاية الإعلان.
ثانياً: سد النقص الحاصل من السطور المكتوبة عن طريق التعويض بالصورة، والحق أن القاريء اليوم لصفحات "النت" يصرف ثلاثة أرباع قراءته في تملي الصورة العارية الرمزية للكاتبة، ثم يصرف ما فضل من النظر إلى السطور، والنتيجة تعليقه على السطور بالروعة، والجمال ، وهنا نشاز حاصل ، وكأن العقل الباطن يخاطب الصورة بالروعة ويظنه الظاهر للسطور المهلهلة.