كالأرض صامتاً كنت أقول, فوجدتها أكثر الكواكب كلاماً, وأجمعها للمخلوقات, وأشدها صراعاً, وأغربها تقلباً, وأجملها لوناً, الشمس لها سراج وهاج, والقمر يقدر لها الليل والنَّهار, والنجوم علامات لأهلها بها يهتدون. عجيبة هذه الأرض وهي فقط دار عبور, جعل الله فيها للإنسان أشباهاً في الجنة حتى لايشعر بغربة عن داره الأولى, فمنها زاد وأنهار, وطيور وحدائق ذات بهجة, فمن كان للآخرة تواقاً جعلها دار عمل, ومن رآها جنته أخلد إليها, ولم يعد إلى وطنه.