منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2010, 12:15 AM   #82
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي (( التناص )) /المصطلح الهارب


القراء الأعزاء ..

هنا مع هذا المصطلح جزء كبير من أزماتنا وأحاديثنا النقدية العفوية نتناول الشاعر واللا شاعر والنص

واللانص..وهو مصطلح قد يستخدمه من غير مختصين وحتى الأميون نقدياً ..وكأنه جزء من الذائقة والسليقة العفوية ..

ولكن بداية اسمحوا لي بالقول أنه لي تسمية تخص هذا المصطلح ..أقول عنه (( المصطلح الهارب )) فالتناص مصطلح جديد لظاهرة قديمة ..ولم يظهر بهذا اللفظ إلا لأن مجددين في النقد الحديث أردوا أن يهربوا به من جميع الألفاظ الأخرى مثل التوليد والسرقة والنحل والسلخ ...الخ ..

وهذا الهروب له مبرر وهو المحاولة في أن تكون هذه اللفظة أكثر استيعابا لدلالات كثيرة تنضوي تحت

هذا السياق ..



منشأ المصطلح :



يعود للشكلانيين الروس وبامتياز ..قبل أن تأتي جوليا كرستيفا لتعطيه ملامح نقدية وإطار فكري واضح ..





ما التناص :



في أبسط تعريفاته هو «وجود علاقة بين ملفوظين»، وهو في مفهومه الكلي يتجاوز ذلك ليشمل النص الأدبي في جميع نواحيه فهو: «يحيل إلى مدلولات خطابية مغايرة بشكل يمكن معه قراءة خطابات عديدة داخل القول الشعري، هكذا يتم بعث فضاء نصي متعدد حول المدلول الشعري». وبصورة أوضح نستطيع القول بأن التناص ليس هو النقل المنعكس لنص داخل نص وليس هو ترجمة حرفية لرؤية سابقة إنه يجسد ويمثل فاعلية المخزون التذكري لنصوص مختلفة هي التي تشكل حقل التناص .... وعلى ذلك نستطيع أن نقول بأن النص المكتوب ليس فقط ليس له حدود في التأويل ..إنه كذلك الأمر مولد لنصوص بلا حدود ..


تقول ((جوليا كرستيفا )) «أن كل نص هو عبارة عن فسيفساء من الاقتباسات، وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى». ولقد اعتمدت في ذلك على منهج التحليل النفسي جاعلة منه «خطاب الحياة الفكرية والعقلية ومعتبرة إياه نوعًا من الملازمة الجوهرية في ثقافتنا».


فلا شك أن الأديب لا يمكن أن ينفصل في تكوينه المعرفي عن غيره، بل هو عبارة عن تراكمية نصوصية تنمو سياقاتها في محيط التلاحم المعرفي المتشابك، ولذلك أصبح الأديب ومن بعده النص الأدبي بناء متعدد القيم والأصوات، تتوارى خلف كل نص ذوات أخرى غير ذات المبدع من دون حدود أو فواصل، ومن ثم فالنص الجديد هو إعادة لنصوص سابقة لا تعرف إلا بالخبرة والتدقيق. ولكن هناك شرط ..



مشروعية التناص :



الذي يسمح لنا بقبول عملية التناص مع الآخرين واعتبارها عملية مشروعة وبريئة هو التجاوز للنصوص التي تناص معها النص الجديد وإلا أضحى كلامًا معادًا؛ وهذا هو المهم لنستطيع أن نتمكن من صفة المبدع التي نطلقها على شاعر ما ..

فالعلاقة بين النصوص السابقة المتناص معها والنص الجديد تنبثق من رغبة أكيدة لدى الشاعر في التجديد وتجاوز الآخر حتى لو كان الآخر المبدع نفسه؛ لأن المبدع قد يتناص مع نفسه من خلال نصوصه هو، كما يستطيع أن يتناص مع نص واحد فقط لمبدع آخر، أو نصوص أخرى لأدباء آخرين، وقد تكون عملية التناص بين جنسين أدبيين لا على مستوى جنس أدبي واحد.

أجناس التناص :

يتم تناول التصنيف هذا وفق مبدأين
الأول : البنائي ..
والثاني : الوظيفي ..

التناص البنائي ..:

الشكل والمضمون ..

فقد يكون التناص في الشكل ...ولكن بمضمون مغاير .. مثلاً الوقوف على الأطلال وهو شكل ملزم بسبب تعلقها بصيغة تراثية أو تكرار مقطع أكثر من مرة يكون هذا الشكل مسبوق من شاعر قديم ويتم تكراره مع شاعر جديد ولكن وفق مضمون مغاير ..مثل قصيدة السياب ..وتكرار/ مطر مطر مطر ..نلاحظ شعراء كثر استخدموا هذا الشكل ..
أو قصيدة الهايكو اليابانية ذات المقطع الوحيد ..والدلالات المتعددة
وقد يكون تناص بالمضمون ولكن بشكل مغاير .. وهذا مايعرف بنحل المعنى وأمثلته كثيرة
مثلاً يقول محمود درويش :

يا اسمي: سوف تكبر حين أكبر
سوف تحملني وأحملك
الغريب أخ الغريب ...

ويقول امرؤ القيس : أجارتنا إنا غريبان هاهنا وكل غريب للغريب نسيب

وقد يقع التناص في الحالتين معاً ..وهو مايعرف بالتوليد .وهو مانستطيع أن نطلق عليه إكمال معنى أو تطويره و بشكل ومضمون مغايرين ونستطيع القول أن هناك مكتبات من الشعر المعاصر نأخذها كأمثلة على التوليد (( الإبداع ))

التناص الوظيفي .. :

ونقصد به التناص حسب توظيفه في النصوص ويتفرع إلى:


1- التناص الظاهر: ويدخل ضمنه الاقتباس والتضمين ويسمى أيضاً التناص الواعي أو الشعوري.

2- التناص اللاشعوري: (تناص الخفاء) ويكون فيه المؤلف غير واعي بحضور نص في النص الذي يكتبه....



تصنيفات أخرى :

أضاف الناقد الفرنسي ((جيرار جينيت )) أصنافاً للتناص وهي :

1- الاستشهاد وهو الشكل الصريح للتناص

2-السرقة وهو أقل صراحة .

3- النص الموازي : علاقة النص بالعنوان والمقدمة والتقديم والتمهيد.

4- الوصف النصي : العلاقة التي تربط بين النص والنص الذي يتحدث عنه.

5- النصية الواسعة : علاقة الاشتقاق بين النص( الأصلي/القديم) والنص السابق عليه (الواسع/الجديد).

6- النصية الجامعة : العلاقة البكماء بالأجناس النصية التي يفصح عنها التنصيص الموازي

وأجد أنه من الضرورة أن نذكر تصنيفات النقاد العرب الأوائل حول هذه الموضوعة :

1- السرق : وهو أخذ المعنى مع اللفظ
2- السلخ : وهو أخذ المعنى مع تغيير اللفظ
3- التوليد : وهو تغيير المعنى وتوليده مع تغيير اللفظ

((تم عرض هذه التصنيفات لتحقيق الإحاطة بالموضوع وحسب ..ولن نشتغل عليها تجنباً للإطالة ..))

((يتبع))

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس