كَغرسّ السّكينَ باغَتنيّ مساءُ الَبارحَة . . وبالضّبط تَماماً أصابَ قلبيّ !
اختَنقتُ في ذلكَ اللّقاء الذي جَاء صدْفَة ،
اللّقاء الذي جَاء محمّلاً بحُزنٍ - قبيّل أوانَه - ، والذيّ هزّ احْساسيّ بعنْفٍ ليتْرُكنيّ بِفاجَعة ما حَسبتُها قريبَة منيّ
إلى هَذا الحدّ . . !
وما أقسَى المَساءاتِ التيّ تَجيئُكَ دُونَ سابِق انْذار لتُعلنَ لك - وحدَكَ - أنّك ميّت لا مَحالة . .
كأنّها تخبِرُك بأن لا فائِدَة من البُكاء ، ولا الحُزن ، ولا الذّهُول . . فتعيّ جيّداً أنّك على شَفا حفْرَة من جَرح / أو موتٍ مؤبَّد . .
* يا سَيديّ ، مَن يشبِهُكَ في حبُّكَ ؟!
مذْ لِقائنا الأوّل جئتَ مهنْدَماً . .
تخفيّ جَرحكَ العاريّ ببفَرحةِ طِفل ، وتمدُّ ليِ يدَك مصافِحاً كأنّما تمدّ ليّ باقَة جوريّ أحمَر ؛
مذْ لِقائنا الأوّل جئتَنيّ بالحُب . .
ومَن يأتيّ بالحُب هذه الأيام في اللّقاءات الأوُلَى ؟!
وحّتى لِقائِنا الأخَير - الذيّ ربّما قدْ أتىَ / وربّما لم يَحُن موعِدُه بَعد - سَتأتيّ / أو أتيتَ مسْبَقاً
بجُرح باكيِ كـ أنا تَماماً ، وكـ أنتَ بالضّبط . . ولنْ نستَطيعَ حيّنها أن نَعدهُ بأنّه سَوف يَطيبْ . .
فَهل لأجليّ يا سيديّ تتَجاهَلُه ؟!
أغمضْ عَينيّكَ عنّه ، وعنيّ . . وامضِ !
فأنا أحبّكُ حتّى بَعد الرّحيل . .
لأنّني أعيّ بإدراكٍ كامِل ، وعقَلٍ واعٍ
أنّنا منْذُ البِدء خُلقنا لنلتَقيّ ، ثمّ نتَبادلَ قُلوبِنا وأخيراً نَموتُ علَى مرآى من أبْصارِنا !
لكنّ قبَل أن ترحَل تارِكاً ليّ أحلاميّ اليَتيمَة بعْدَك
عِدنيّ بأننيّ سأبقَى الحَبيبَة الأوُلى ، والابنَة الأولىَ . . وأعدُكَ ملئَ قلبيّ المَفجُوع برحيِلَك أنّك سوفَ تبقىَ
حَبيبيّ الأولّ والأخيّر ، وأبنيّ الوَحيدْ !