وكأنّي بالأرض وقد رميت في جنباتها صفات الإنسان, وجعل في أعماقها من أعماقه سر وجودها, فحين تزمجر غاضبة من أهلها تتنفس بعد صبر طويل بما تعاقب به النَّاس, فيهلك قلة ليعتبر الكثرة, وهاهي ككف الكريم بما تفيض من أنهارها وثمارها, وهاهي بأوتادها كعلمائها الذين يحفظون نظامها, إنها مضطربة ومشغولة, وتظهر لكل من عليها أنه هو وحده عليها, إنَّها الكوكب الوحيد الذي يجمع الأشياء والمعاني في جنباته .