منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصة الفلسفة اليونانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2010, 02:43 AM   #21
أحمد الملاح
Banned

الصورة الرمزية أحمد الملاح

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

أحمد الملاح غير متواجد حاليا

افتراضي


الاخ الرحيمي والاخت شاميرام
تراكم الفلسفه شي وتراكم المعرفه شيء اخر ورغم مطاطيه كلمة فلسفه باعتبارها حب الحكمة من الناحية اللغوية
وباعتبارها محاولة قولبه الاشياء والافكار في اطار منطقي من الناحية الاصطلاحية الا اننا نكاد نجزم ان الفلسفه
بشكلها الحديث لم تنمُ الا في بلاد اليونان حصرا مهما كانت المعارف التي تحصل عليها بعض الفلاسفه بسبب
زياراتهم الى الشرق الاوسط القديم مثل طاليس وبلاتو وليست اقامة طاليس في مصر بضع سنين دليل على انه
استمد افكاره من المصريين القدماء لان هذا ينقلنا الى اراء بعض الملاحدة من ان يوسف وموسى انبياء بني
اسرائيل كانا مجرد مترجمين ناقلين للديانه الاخناتونية اقدم ديانات التوحيد في العالم القديم كما يرينا ان تشارلز
داروين الذي تنقل في اكثر من عشرين دولة منها استراليا قبل ان يكتب اصل الانواع هو مجرد ناقل لافكار غيره
فالشك يجب ان يقوم على حقائق منطقيه منها وجود تطابق ما في الافكار واجزم ان مؤلفي كتب الموالاة سياتون
دائما بما يدعم وجهة نظرهم من ان اليونان سراق لابداعات الفراعنه والاشوريين وهولاء الكتاب انما ينطلقون من
نظرة قومية ضيقة في كتب صفراء كتبت ايام القومية العربيه الخالدة رحمها الله
ان اكتساب بلاتو او طاليس بعض المعارف من مصر لايعني انه قد عمل نسخ من كامل التراث المصري ونقلها
الى بلادهما اذ ان اليونانيين لم يكونوا ليعترفوا بالتراث التي تتركه الشعوب الاخرى باعتباره تراثا يستحق الدراسة
فقد وضع اليونان ومن بعدهم الرومان قانونا للشعوب باعتبار ان الشعوب الاخرى هي اقل من ان تعامل بقانون
واحد يتساوى فيه المواطن مع الراعي في اعلى جبال اسيا لذا فان نظرتهم للاخرين تختلف عن نظرتنا لهم وربما
هذا ماكان يمنعهم من الاغتراف من فكر الاخرين رغم تاثرهم به او لنقل انهم اخذوا معهم بذورا فكرية من الشرق
وزرعوها في بيئتهم القابله للفكر الفلسفي فنمت ولو لم ياخذوا بذورنا لما استعصى عليهم الامر فهم يومنون بالفكر
ولا بد ان يعملوه في ايجاد حل لاهم مشاكلهم وهي الوجود نفسه بينما اكتفى اجدادنا العظام باراحة انفسهم والذهاب
الى ماوراء الطبيعه لاثبات اصل الوجود مع تنبيه المتفلسفين بوجود سيف بتار اهدته الالة/الالهه السماويه للسيد
الممثل الاعلى لها على الارض ليحتز الرقاب التي تابى الا ان تتفكر في اصل الوجود فالشرق عموما يومن بالنظرية
الشامله ذات الاجوبه الازليه الابدية وان المعرفه ابدية مطلقه مما ادى الى ولادة اكبر مستنقع للاذعان في التاريخ
قائم على الوصايا/الوصاية حيث ان الملك دائما ابن الاله وهو الاله في ذاته ويجب طاعته واحيانا كان الاله يرسل
لهم اناسا منهم ليذكروهم بحوادث لم تقع وهولاء الناس يجب ايضا الاذعان لهم لذلك ظهرت طبقه سدنة هياكل الوهم
كما يقول عبد الرزاق عيد وتم اختراع الالهة او مايعبر عنه وليم جولدنك بالهة الذباب
بينما نمى الفكر الجماعي في اليونان فالالهة ليس لهم حصانه وبعضهم يخطيء وبعظهم شرير كما ان هناك صراع
بين الهة الخير والهة الشر اي انهم لم يكونوا اخوانا على سرر متقابلين كما ينبغي للضرورة ان توهمنا وهذا الصراع
ادى الى ظهور التعددية في بلاد الاغريق فحتى في اكثر العهود استبدادا ودمويه باتو والاسكندر كان هناك مجلس
او اكثر للنواب والشيوخ يحاسبان الملك ويصححان قراراته بينما لا نزال في بلادنا العربيه لدينا ازمة في كيفية صياغة
المفردات التي نكيل بها المديح لملوك القرن الحادي والعشرين ونحن نعلم انهم لا يجيدون القراءة والكتابه رغم تلقيهم
دروسا مكثفه بل ان بعض التلفزيونات العربية تعرض لنا في هذا القرن صورا لمواطن يبكي وهو يسمع نبأ اعادة انتخاب
اميره او ملكه المفدى للمرة الالف والبعض يختصر كل هذا ويحيل الانتخاب لاهل الحل والعقد الواجبي الطاعه .
ان كنا نحاول المقارنه بين مالدينا من هجايص وبين الحضارة اليونانيه فهذا ظلم لانفسنا اولا ولليونان ثانيا
وكما قال السيد المسيح من ثمارهم تعرفونهم فلا ينبت الشوك العنب واعتقد ان الحضارة بدات يونانيه ولا زالت
كذلك على اعتبار ان اليونان القديمة ومن بعدها روما هي كل اوربا اليوم كما ان العرب القدماء كانوا محصورين
في الجزيرة بينما هم اليوم يمتدون من محيط الى خليج وهكذا فان الفلسفه هي اختراع حصري للعقل اليوناني
لم يسبقهم ولم يدع احد سبقهم اليه وستبقى البشريه مدينه الى الابد لهذه الحضارة العظيمة

 

أحمد الملاح غير متصل   رد مع اقتباس