منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لم أكن هُناك .!
الموضوع: لم أكن هُناك .!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2010, 12:59 PM   #1
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي لم أكن هُناك .!


مُتَقَطِّعَةً الأَنْفَاسِ نَقصُهَا مُكتمِل..!

قَالَ لِيَ نَادِلُ الـ حَانَةِ بِـوَجْهٍ حَزِيِنْ كَـنَايٍ مُتَعَثِّر بِأَصَابِع الـنُعَاس وَالـ كَسل : أسْبَلَتْ الْأَضْوَاءُ أَفْرَاحِهَا فـارحَل ..
نَظَرْت إِليهِ وأَنَا أُتَمْتِمُ بِإِحْبَاطٍ وَغصَّة
أَغْتَسِلُ بِرَذَاذِ وَجْهٍ مَكْسُوْرٍ وَعَيْنَيْنِ ثمِلتِّينَ تَتَسَاوَكَانَ مَعَ شَهْوَة فَرَاشَةٍ مُحْتَضرَة وَعَمَى خفَافِيْشِ الـ وَقْت..
لَمْ يَصِل الليْلُ إِلى فجْوَة أَحْلامِيِ بَعْد. وَلمْ يُعْلِن الـ صُبْح صَرخَتَه الأُولَى .
نَتَقَتُ ورَمرِمتُ وَزَغ أَصَابِعِي عَنْ الـ طاوِلة وَحَشَرتهُما فِي فَمِ الـ قَمِيْص .
بَعد إكمَال شُربَ مَاتَبَقَّى مِن كَأس الـ خَيبَة! الْتَحَفَتُ مَدِينَتِي الـ مُزْدَحِمَةُ بِأَفوَاهٍ فَارغَةٍ ،
وأَوْسَقتُ ذاكِرَتِي الـ مُسْتُوزِية وَرَائِحَتُها الـ مَوضُوْنَة فِيْ وَشج غُصْنٍ مُصْفَرٍ..
مَضَيْتُ مُتَغِيفٌ مُرْتَهَنٌ حَامِل جَسَدِي الّـمُبْتَرَد صَهْداً! لا وَجهَ لِي كَالـجِهَات
الـ عَقِيمة أَمْضَغُ أَضَافِرَ ظَل الـ غَلْيُون , أَهذِي فِيْ أَفْواهِ الـ شَوَارِعِ الـ خَاويَة ، أُشَارِكُ الأروِقَةِ أَورقة الـبَرد .!
تَجُوْسُ قَدَمَايَ رُكَامَ عُيُوْنِ الأرْصِفَة ، وَتَلْثُمُ غُبَارَ رَغْبَةِ الـ قَطط الـ شَارِدَة ..! أَتَنَفَسُ الـجُوْع ،أَزْفُرُ الـ مَاءَ ،
أَشْرَبُ الـ ضَوْءَ ، أَشْعَل الـ ظمأ ، أَعْتَصِرُ الـ هَوَاء ، أَحْلُبُ نهْدَ غَيْمَةٍ ، وَيَنْشَف الـ مَطَرُ.
أَبْحَثُ عَنْ هَوَاءٍ بِـمَقَاسِ أَنْفَاسِي. عَنْ رِيْحٍ لاتمْنَعُ أَقْدَامِي الـ حَانِقَة
أسفلت الاسفَلت الـ عَتِيْق إِلىَ مُؤخرَات أُنُوْفِ طَافِحَةٍ مِنْ الـ وَحَل ، مُتَرَنِّحَةٍ بَيْنَ كَتِفي الّـ زمَن .
أَنْضح ذَاكِرَتِي عَلَى صَقِيْع الـ جُدْرَانِ لِـتَشخَبُ نَافِذَةَ بِـصُرَاخ أَمْوَاتٍ يدُأَلُونَ بالـفَرَاغ وَالَـمَنْفَى ,
وَتَهْرفُ بِـأَحْلامٍ كَانَتْ تَسِيْرُ بِأَقْدَامِهَا ، تَعْرِضُ لِيَ مَسْوَدَّة طَابُورٍ مِنْ لهَاثِ الـ مُتَشَرِّدِينَ الـ عُرَاة الـذِيْنَ أذْعَنُوا مَنْ
رَحِمِ أَزِقَّةِ مُوْصَدَةٍ ، وَضَوْضَاءِ أَضْوَاءٍ بَاهِتَة ,وَرَائِحَةِ بُيُوْتٍ عَتِيْقَة ، يَتَقَيَأُونَ عَلَىَ قَمِيْصِ الـ دَهْرِ ، وَيَقْضْمُونَ الّـ شَجَرَةَ الـ مُتَشَوِّفَةَ الـ جازِحةً نَايَهَا لِلْرِّيحِ ، مُخَضَّبَيْنَ ومُغَمْسِينَ وَمَغْرِسِينَ ومُسْتَافِينَ أَيْدِيَهُمْ فِيْ حَنَّاءِ كَآبَتِهِمْ .
أَفَضْتَنِي عَلَىَ عَكْسِ اتِجَاهِ شَفَةِ الـطِيْنٍ ؛ فـ سَقَطَ إِصْبَعي بِـكَسِلٍ مِنْ شِفَاهِ جَيْبِيَ ,نَاءتْ خَطِيَئَةٌ مِنْ مَوْتِهَا وَنَاوَلْتنِي إِياهُ بِـتَحِيَةِ الـ صبَاحِ الـ بَاهِتَة.
سحبتُ إصْبَعيِ غَيْرَ بِاجِرٍ ، وجَرَرْتُ أَقُدَامِي نَحْوَ الأَرْصِفَةِ مرةَ أُخْرَىَ تَمْضَغُنِي الـ طُرُقَاتُ ، وَعَدْتُ أَرْسُمُ ذَاكِرَتِي عَلَىَ الـ جُدْرَان ، فًـأَمْعَرَت نَافِذَةٌ بِـحَنَاجِرِ
أَقْدَامٍ عَتِيْقَةٍ وَوَجْهٍ بَائِسٍ كـجَسَدٍ مُتَعَرّقٍ ، يَسِيْلُ مِنْ جَوَانِبِهِ الّـ نُعَاسُ ؛ تَمُرّغَّ عُيُونهَا بِأَصَابِعِهَا :أتُزعج تَثاؤبي بِألوَانك أيها الـ مُتَشرِد ؟
صَرَخَتْ بِـآَهَةٍ لَمْ أَكْمَلَهَا حَتَّىَ لَعَقْتها وَعَادَت .
نَهَضَتُ وَأَنَا أَجْمَعُ بَقَايَا انْهِيَارُ ذَاكِرَتِي عَنْ الـ جُدْرانِ وأَعَيدها إِلَىَ ظِل الـ غَلْيُونِ.
أُغلقَتُ فَمِي ، وَانْتَعَلْتُ جَسَدِي بِبُؤْسٍ ، وَكُتِبَتُ فِيْ شَيْبِ سِيْرَتَي لَمْ أَكُنْ هُنَاك !!!!!

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!


التعديل الأخير تم بواسطة سعد المغري ; 05-20-2010 الساعة 01:01 PM.

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس