[حاتم منصور]

توفي صديقي الغالي طلال قبل ثلاثة أعوام
حينما كان في رحلة صيد بريه

لازال هذا الموقف الذي حصل بيني وبينه ولا يرانا سوى رب العالمين في مخيلتي لن أنساه ماحييت
فقد كنت برفقته في رحلة صيد بريه وقد شارفت الشمس على المغيب وبدأ الظلام يسود
فقلت له دعنا نتخذ لنا مكانا ً نصنع فيه طعامنا ومن ثم نخلد للنوم كي نستيقظ لصلاة الفجر
وننتظر نزول الوعول فإن رزقنا بها أو رزقنا الله من مكان أعلمه جيدا ً لا يخلوا من حيوان (الوبر)
فقال لي رحمه الله : لك ذلك
فوجدنا مكانا ً مناسبا ً فهممت بحمل وتنزيل الأمتعه الخاصه بإعداد الطعام
وأما هو فـ هم بحمل وتنزيل سجادة الصلاه أولا ً ومن ثم باقي الأمتعه
فقلت له سأشعل النار وأصنع لك القهوه والشاي فقال لي أشعل النار ودعنا نصلي
فقلت له : لك ذلك
فأشعلت النار وصلينا المغرب والعشاء جمع و قصر
و بعد أن أنتهينا أهتم هو رحمه الله تعالى بصنع طعام العشاء وأنا أهتممت بالقهوه والشاي
وعندما أردت أن أعطيه فنجالا ً من القهوه قال لي : ياحاتم دع القهوه جانبا ً
ودعنا نتأمل في خلق الله وإن أستطعت أن تذكرني بالله فذكرني
فبدأت أذكره بعظمة الخالق ومدى سعة رحمته .......
وكانت تلك الرحله آخر رحله لي معه وألتقيت به قبل أن يذهب لقدره
وترك لي ذكرى منه في جهازي الجوال حينما ألتقط لنفسه صوره وهو يختبر جهازي الجديد دون أن يعلم
مازلت أفتقده ....
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه وأن يوسع مدخله وأن يغسله من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأن يجعل قبره روضه من رياض الجنه
وأن يحرم جلده على النار وأن يجمعني به في الجنه ....