انتهيت من قراءتها قبل عدة أيام ..
تتكون الرواية من 11 فصل ..
تتحدث عن عائلة "جون ويتاكر" .. في خمسينيات القرن الماضي ..
الأب "جون" ، الأم "إليزابيث" ( ليز ) ، الأبناء "تومي" و "آني".
موضوع الأحداث يلخص فكرة أن هناك أشخاص يمرون علينا كالهدية ، يسعدوننا فترة من الزمن ثم يذهبون إلى غير عودة ، لنحزن على فراقهم ...
تبدأ الأحداث خلال ذكرى الميلاد .. عندما تمرض "آني" ذات الخمسة أعوام بالتهاب السحايا ..
مرضت وارتفعت حرارتها عدة أيام ...
كانت تلعب وتلهو ، ولاحظت "ليز" ارتفاع حرارتها ، اتصلت بالطبيب لكنه طمئنها بأنها مجرد انفلونزا ..
جائت صباح اليوم التالي لتجدها قد أغمي عليها ، ثم اتصلت بالطبيب مرة أخرى ليأخذوها سريعا إلى المستشفى ..
هناك صمدت عدة ساعات ، استيقظت أخبرتهم بأنها تحبهم ، قالت لهم "شكرا .. " ثم ماتت !
لم يتوقع أحد أبدا هذه النهاية المؤلمة لها .. !
أصبح "جون" يغيب كثيرا عن المنزل ..
و"ليز" لم تعد تطبخ العشاء ..
وكانوا كثيرا ما يتشاجرون ويصرخون ..
ولم يهتموا بـ "تومي" _ ذو الخمسة عشر عاما _ الذي أصبح يهرب من المنزل ، والذي نزل في مستواه التعليمي ..
أصبح يتناول عشاءه في المطعم ..
تمنى لو أنه هو الذي مات وليست "آني" ، فهي صغيرة ولم تعش حياتها !
أصبح يدخن ويشرب وكان يتخيل لو أن "آني" ستراه الآن لوبخته ، وسيرد عليها بأنه أصبح ناضجا وفي عمر السادسة عشر !
كانت ولادة "آني" مفاجأة للجميع ، حيث لم تتوقع "ليز" بأنها قد حملت بها ، فقد كان حملها صعبا ولم تحمل "تومي" بسهولة ..
وأجهضت مرات عدة ، و"آني" جاءت بعد عشر سنوات من ولادة "تومي" !!
وكان مجيئها كالهدية ، فقد حل الفرح عليهم .. إلى أن أخذ الله روحها !
تتحدث الرواية أيضا عن عائلة السيد "روبرتسون" ، الأم "مارغريت" ، الأبناء "راين" ، "ماريبيث" و"نويل" ..
"روبرتسون" .. ذلك الرجل من النوع الذي يتمسك برأيه ولا يسمع لأحد .. تقليدي جدا ..
برأيه أن المرأة لا يجب أن تتعلم ، وبيتها وزوجها والأولاد أفضل لها ..
زوجته "مارغريت" تلك النوع الذي يطيع بلا كلمة ! تعلمت ألا تعارض زوجها أبدا .. !
"راين" يعمل مع والده وبالطبع نفس صفات الأب من ناحية التشدد ، يصاحب الفتيات ولا ضرر في ذلك لأنه ولد !
"ماريبيث" _ذات الستة عشر ربيعا_ المتفوقة في دراستها والتي تطمح للأفضل ، والتي كان جميع أساتذتها يشجعونها لتقديم الأفضل ..
لكن في ظل ( عقلية ) الأب ما إن تنتهي من الثانوية حتى تقعد في المنزل !
"نويل" _ذات الثالثة عشر_ فتاة جيدة مثل أختها ولكنها أكثر حماس منها في حب الحياة ..
كانت "ماريبيث" تستعد للذهاب إلى مناسبة رقصة الربيع ، حين رفض والدها أن تذهب بفستانها ..
فإما أن تستبدله بواحد محتشم وأن تغسل وجهها من مساحيق التجميل وإلا لن تذهب !
أخذتها والدتها لاستبدالها بواحد آخر ، وتطلب إقناعها ساعة كاملة !
كرهت نفسها على ارتدائه ، إذ اعتبرت نفسها كناذرات العفة .. !
كان صديقها "ديفيد" ينتظرها وقد أخبرها بأنه جميل بنبرة غير مقتنع !
ذهبت معه إلى الحفلة ولم تشرب ، عندما لاحظت إسرافه في الشراب خرجت من النادي وجلست على مقعد طويل إلى أن جاءها ..
"بول براون" نجم الصف الثالث ثانوي والمشهور في المدرسة ..
لم تصدق أنه يتحدث إليها ، تلك التي يصفها الجميع بالغريبة لأنها تهتم بالمدرسة !
تعرف عليها ، وتحدثا كثيرا وأخبرها بشأن صديقته "ديبي" التي تشاجر معها وتركته في نهاية الأسبوع ..
ولم تصدق أكثر عندما دعاها لتركب معه في سيارته ..
أخبرته بأنها لا تريد أن تتأخر ، وعلى أي حال لم يكن الوقت قد وصل الحادية عشر مساء ..
ذهبا إلى مطعم "ويلي" ، وهناك عرفها إلى أصدقاءه ..
استمتعوا في الوقت ، رقصا أيضا ..
بعدها ذهبا وأخذها إلى مكان بعيد ، حيث حدث ما لم تكن تتوقعه ، فهي لم تخرج مع شاب من قبل ..
كرهته وتألمت لفعلته .. وتأسف لها لأنه لم يقصد ذلك ..
عندما عادت إلى المنزل ، حمدت الله لأنه لم يكن من أحد مستيقظ من أهلها ..
ذهبت متألمه إلى سريرها ، وتشعر بالقرف وأخذت تفكر فيما حصل ..
في الأيام التاليه لاحظت عدة آلام في بطنها .. إلى أن اكتشفت أعراض حملها .. !
رآها "راين" تتقيأ في الحمام فعرف بالأمر ، لم تخبره وإنما عرف من نفسه ..
أخبر أبيه الذي أقام الدنيا على رأسها !!
لم تخبرهم من هو الأب مع إصراره الشديد على ذلك ..
أصر على أن لا تعرف "نويل" الحقيقة ، فقد أبعدوها في غرفتها وأخذ يوبخ بـ "ماريبيث" ..
كلهم غضبانين الأب و"راين" .. الأم تبكي آسفه على ابنتها ولا تعرف ماذا تفعل .. لا تقدر على صد "روبرتسون" !
أخبرها بأنها قد جلبت العار لهم وأنها أصبحت مثل عماتها اللاتي أُجبرن على الزواج ليصلحن الخطأ الذي ارتكبنه !
أرعبتها فكرة الزواج من "بول" وهو الذي عاد إلى "ديبي" ، ولا تريد الزواج من شخص لا يحبها ولا تحبه ..
بعد عدة أيام أخبرها والدها بأن يجب عليها أن تسكن في مقر ناذرات العفة لتصلح خطأها ..
وتعطي طفلها لأحد يتبناه ثم تعود إلى المنزل .. وألا تُعلم "نويل" بالأمر !
بكت كثيرا حين ودعتهم ..
أوصلها والدها إلى المقر بنفسه وأعطاها المال اللازم لها لمدة تسعة أشهر ..
أنزلها غير آسف عليها وعاد !
دخلت مرعوبة إلى المقر .. وأخذت حقيبتها واحدة من الناذرات ..
المكان موحش جدا .. تعرفت على فتاتين لهما نفس مشكلتها .. وكانتا على وشك الولادة ..
أخبرتاها بأنهما سيلدان طفليهما ولن يسمحا لهما برؤيتهما ويعطونها للتبني ..
آلمها ما رأت وسمعت .. حانت ولادة واحدة من الفتيات .. سمعت صراخها وارعبتها الولادة فعلا !
جلست عدة أيام إلى أن قررت الهروب !
قررت أن تهرب إلى "شيكاغو" ، وهناك ستجد عملا لها إلى تعود إلى أهلها ..
وستتدبر أمرها بما بقي معها من نقود فهي لم تصرف النقود في المقر فقط دفعت أيام إقامتها ..
استقلت الباص وتوقف في ظهر ذلك اليوم في بلدة صغيرة ونزلت إلى المطعم ..