لن اتحدث عن الغياب ..
فكل شيء واضح كشمس نزعت عن وجه النهار لثام كئيب ...
ليضيء فجر الكتابة بعد شهور عجاف كاد أن يذبل ربيع صاحبها قبل هطول غيث خاطره ..
كأن أيادي الصمت تمسك بخناجر مسمومة بدم فاسد سُكب على كفوف الوجع
بليلة ما زالت تئن بزاوية غربية من مدينة الوجع تلك المدينة القابعة في أقاصي الذهول ..!
والأمر الأكيد ..
أن الكثير مما يجري فينا ..
يغلي في أعماق الشرود الذهني لعقول ترفض الخضوع ...
يكاد ينزع عن ذوي القربى ...
أولئك الذين اقتسموا معنا خبز الصداقة ...
شربوا من عين صافية لا تشبه إلا ورقة بيضاء لم يلوث صفوها كاتب بحبره الداكن ..!
كل ذلك قادر أن ينفينا إلى منفى شرقي ..
ربما غربي .. جنوبي ....
لا أدري ...
ربما تتشابه المنافي فكلها منفى ...!!
غير أنه سيلقي بنا بكهوف مظلمة كخلوة المرء مع نفسه الأمارة بالسوء ...!
بل أنها أشبه بترسبات تمسك بأقدامنا بقوة لنغرق بيم الظنون لأعين لا تجيد إلا الغمز ..!!
ترتطم كفوفهم بعضها ببعض دون فائدة ..!
لكم أن تفتحوا أزرار خاطري ..
تأملوا صدر كلماته الكثيف بنصوص احتوت على سرّ كتابتي / كآبتي ...!
لعلكم تدركوا شفرة صمت ...
أو ثرثرة كبت ..!!