منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2010, 03:03 PM   #96
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي مصطلح (( البنية اللغوية ))/ مدرسة النقد البنيوي


السيدات والسادة ..
فلنعتبر أن جميع ماسلف من أبواب طرقناها كان تمهيداً ممنهجاً يؤهلنا للخوض في قضايا النقد الأدبي العميقة ..ولعله استطعنا أن ننخرط في متتاليات فلسفية المنشأ حاولت أن تنقب عن سر مكين من أسرار النتاج الفكر الإنساني ..وأخص منه الخطاب الأدبي .. هذا التنقيب على مستوى مناجم العمق المعنوي والمادي لأي خطاب إبداعي يتعامل معه العقل الناقد على أنه الأثر الأكثر بقاء لأي ذات بشرية متناهية المصير ..
السيدات والسادة :
سنتعرض سوية لمقولة ثقيلة العيار من مقولات النقد وهي (( البنية اللغوية )) والتي هي منتج نقدي تمخض عن تداولات مدرسة النقد البنيوي ومنها تم التحريض بإتجاه خطوط نقدية موازية قامت على أنقاض
هذه المدرسة والتي على الأقل لازالت تحت تأثير التجاذبات والنقاشات ولو على مستوى الوعي العربي ..
فليسامحني أهل الإختصاص وأصحاب المنهج الابستيميولوجي ..على طريقة العرض التي لن نراعي فيها سوى إمكانية وصول الفكرة إلى المتلقي بطريقة موضوعية سهلة التناول ..
وسأتحمل مسؤولية التصرف بتقديم أنساق فكرية كثيرة مفككة عن إصطلاحاتها .. بحيث سأستغني عن الكثير من الهوامش المرجعية ..

متمنياً المتعة للجميع والاستفادة المرجوة .. فلنعتبر أننا في سياحة نقدية فكرية ... فاتحين الباب على مصراعيه باتجاه ذواتنا المفكرة بكل تساؤلاتها فنحن (( نحاول مجداً أو نموت فنعذر ..))

مقدمة :

قد نبدأ بمقدمة غريبة بعض الشيء حيث أجدني مضطراً في البداية لعرض كنه الدرس البنيوي فأقول ..
البنيوية ظهرت في القرن العشرين كمحاولة لترسيخ منهجية علمية أبستيمية شاملة من شأنها تفسير الظواهر الإنسانية كافة علمية كانت أم غير علمية ..والفكرة الرئيسة تدور حول أن العلمية في الدرس الفكري للظواهر لاتعني أن نعرف الكل من خلال خصائص الجزء فلا الجزء هو نفسه الكل ..ولا الكل هو مجرد مجموع أجزاء وحسب ..بل الأهم هو العلاقة التي تربط الأجزاء ..ومجموع القوانين التي تحدد هذه الروابط وتسمح بها ..فتحولنا من معرفة ماهية الشيء إلى معرفة كيفية تشكل هذه الماهية ...نتحول من معرفة ما تقوله القصيدة مثلاً إلى القصيدة ذاتها ..بتركيبها وترابط أنساقها .
ولو غصنا أكثر بما يخص الأدبي ...نقول البنيوية تتجاوز للأثر الذي يتركه مضمون النص ..إلى طرائق الروابط بين أجزائه والتي يعتقد البنيويون بأنها هي المسؤولة عن هذا الأثر العميق ..
وعلى ذلك
كان إعتماد البنيوية كمنهج نقدي فلسفي عموماً على المناهج الطبيعية ،وذلك على أساس نظرية المجموعات التي تسمح بدراسة العلاقات بين أجزاء وعناصر المجموعة ، وتحليلها ثم إعادة تركيبها ، من أجل الكشف عن البنية الخفية للموضوع
وعليه تم اعتبار أن كل مافي الوجود يختلف بواقعه الظاهري عن ذاته الموضوعية ..فكل شيء أمامنا هو تركيبة من الأجزاء .. شكلت بترابطها بنية ولكن هذه الأجزاء تختلف بخصائصها الفردية عن خصائص البنية التي تركبها ..مثلاً (( الماء = أوكسجين وهيدروجين )) أن خصائص الماء كبنية تختلف عن الأجزاء المكونة ..ولكن ماهو الرابط الذي جمع بين الجزئين لفرز هيئة سميناها الماء .. هنا وببساطة قام البنيويون برصد هذه الخصائص ومحاولة إثبات خضوعها لنظام وقوانين وأعراف ....و تعتبر البنية خفية ومتوارية ..ونحن نحتاج لدراسة الروابط بين أجزائها المكونة لندرك ذاتها .. وإن أية بنية لها تمظهر (( شكل )) ولكن هذا الشكل لايعني ذاتها وموضوعها ..
ذلك أن الشكل يقع في مقابل المحتوى ويتحدد به ، في حين أن البنية لا تتحدد بالمحتوى لأنها هي المحتوى ذاته عندما ندركه داخل تنظيم منطقي من حيث هو خاصية من خصائص الواقع ،
وبالتالي كل مافي الوجود عبارة عن (( شيفرة )) لابد من معرفة الروابط التي جمعت بين العلامات المكونة لهذه الشيفرة .. وهنا نقصد دراسة البنية ..

البنية واللغة :

تمهيد :
الكلمة ..اللفظة ..الإشارة ..العلامة ...ضربة فرشاة على قماش اللون ...إيماءة اليد تلوح لمسافر ..
وترٌ عازف ..إيقاع نابض ..إلخ
جميعاً ..أو مفردة... نعرفها في حياتنا اليومية بحاجة إلى إدراكنا لها ..
وببساطة الذات المدركة الفاعلة مرتبطة بما تدركه إلا أنها بحاجة إلى وسيط يفعل عملية الإدراك ...
إنها اللغة ...(( لاتدرك المادة والإدراك والذات إلا بلغة ما ))
فاللغة تؤثث العالم .. وبها ندركه ونبنيه ..
واللغة ليست وسيلة سلبية لنقل الأفكار والمفاهيم القبلية ..وإنما هي الأساس الفاعل والمنتج لهذه المفاهيم التي تنتقل بواسطتها .. هذه هي مجموعة النتائج التي توصلت إليها المدرسة البنيوية لتنطلق منها إلى تحديد سمات مايعرف بالبنية اللغوية ..فقالت :
إن اللغة هي نظام الدلالة بامتياز وبعدها نقول بأنها وسيلة التواصل والمعرفة ..نظام الدلالة هذا قائم على أجزاء مكونة نسميها العلامة أو الإشارة وتمثل الوحدة أو البنية الأساسية وهي التي تكون أية بنية لغوية تدور في فلك اللغة والتي هي نظام الدلالة ..
ولكن ماهي هذه الوحدة الأساسية (( العلامة ..الإشارة ..))
- الدال والمدلول :

(( الحرف ..الوحدة الصوتية ..العلامة الموسيقية ...إلخ )) نسميها دوال
((جمع دال)) .... أما المدلول (( الفكر أو المفهوم))
الرابط الذي يجمع بين الدال والمدلول نسميه العلامة أو الإشارة .. مثال:
كسر ../الكاف والسين والراء ..الترابط بين هذه الدوال ولد إشارة/علامة ((كسر ))) أشارت إلى مدلول أو معنى ..وهكذا ..
ماهي الدلالة :

علاقة الإشارات مع بعضها البعض في تكوين جملة هو الذي يولد مانسميه الدلالة
إذاً.. الدلالة تعتمد على وجود الإشارات في نظام لغوي معين واتباع هذه الإشارات نحواً محدداً
هذا التركيب والترابط بين العلامات والذي أودى بنا إلى دلالة ضمن البنية اللغوية ..
القراء الأعزاء وصلنا الآن إلى لحظة الكشف التي ستنظم كل ماعرضناه سابقاً في إطارات الفكر البنيوي ..
لحظة الكشف :
هذه اللحظة التاريخية التي وردت على لسان السويسري(( دي سوسير)) كان لها بالغ الأثر على العلوم الإنسانية وقد تم استثمارها من قبل البنيوية ..
ماذا قال دي سوسير :
هناك ثلاثة مفاهيم للغة :
أولاً / اللغة بشكل عام (( وهي ملكة الإنسان وقدرته على خلق إشارات وعلامات واختراعها ..وهي إمكانية لدى الإنسان وجدت متأصلة فيه وكأنها إمكانية كامنة بالقوة ..))
أجل هي سر من أسرار الوجود تم الإشارة إليه في أكثر من مناسبة تاريخية ..
وكذلك أثبت هذا السر في القرآن المجيد (( وعلم آدم الأسماء كلها ..))
أما المناطقة والوجوديون فيقول أنها كامنة بالقوة ..
نعود ونقول أن هذه اللغة العامة هي مجموعة العلامات التي توجد خارج أي نظام لغوي ضابط وموجه للدلالة ولنقل بأنها المحيط والقاموس الذي يستقي منه أي نظام لغوي علاماته ..
فكيف نفرق إذاً بين العلامات في هذه اللغة العامة ..نحن نفرق على أساس اختلاف الدال ..مثلاً : أكل ...غير صمت ...فقط لأن الألف غير الصاد ..
ثانياً / اللغة النظام :
مثل اللغة العربية ..الفرنسية .. وهي مؤسسة قائمة على مجموعة من الأعراف والقوانين الضابطة لعلاقات الإشارات وهي التي تهيء حدوث الممارسة الفعلية لعملية القول حتى تصبح قابلة للإدراك
واللغة النظام هي موجهة ومحددة لدلالات البنية اللغوية .. وهي تؤثر على علاقات وروابط العلامات في البنية اللغوية ..بحيث أن الكلمة في الجملة تتأثر بالقبل والبعد
(( أفقياً )) وتتأثر ((عموديا ً ))أيضاً ..من حيث أن هذه المفردة لها مرادفات ولكن تم إختيارها هي ..
مثال : فهم الطالب الدرس / العلامة الطالب أخذت دلالة بعد ان أتت بعد العلامة ( فهم )
أما عمودياً فهناك مرادفات للعلامة الطالب (( المريد ..عبدالله )) ولكن وقع الإختيار على علامة ((الطالب ..)) ..
ثالثاً / الحدث اللغوي الفردي :
وهو الذي يمارسه متكلم للغة ما ..
مثال :
أن نقول باللغة العربية والتي هي اللغة النظام عندنا
(( قطف الزهور جريمة )) هذا حدثٌ لغوي ينتمي إلى اللغة النظام من حيث القواعدية والنحو
ولكن المضمون الدلالي يتبع لي كفرد بحيث انني خلقت دلالة تخصني ..أضفتها إلى الأبنية اللغوية وبنفس الوقت أصبحت أثراً لي ..
هنا نقول أن تمييز دي سوسير بين اللغة كنظام ...واللغة كحدث فعلي يمارسه فرد هو الذي استحوذ على اهتمام البنيويين ..
وعلى أساسه تم تحديد خصائص البنية اللغوية

ولابد لأية بنية لغوية أن تتصف بما يلي :

1- الشمولية :
تعني تناسق وتماسك البنية داخلياً أي أن الوحدات المكونة للبنية تتسم بالكمال الذاتي وليست مجرد وحدات مستقلة جمعت قسراً ..بل هي أجزاء تابعة لنظام داخلي من شأنها أن تحدد طبيعة واكتمال البنية ذاتها ..وهكذا تعطي هذه القوانين الرابطة للأجزاء صفة الشمولية ..لتصبح البنية اللغوية بخصائصها ..أشمل وأعم من الأجزاء المكونة لها ..
مثال : (( القمح مرٌ في حقول الآخرين )) هذه الجملة مؤلفة من أجزاء (( علامات ))
اللغة النظام حددت ترابط هذه الأجزاء فتولد لدينا حدث لغوي ..وبنفس الوقت الجزء إذا خرج عن البنية وكان مفرداً يفقد الكثير من خصائصه مثلاً (( القمح )) جزء من البنية ..ولكن الجملة اشمل بالخصائص الدلالية من هذه العلامة .. وبالتالي البنية دائماً ذات خصائص شمولية ..
2-التحول :
البنية اللغوية ليست وجوداً قاراً مستقراً وإنما هي متحركة وغير مستقرة دائماً ..
صحيح أن اللغة النظام تتسم بمحدودية قارة (( قوانين وأعراف وقواعد )) إلا أن الفعل الحقيقي
الذي يقوم به متكلم اللغة (( الحدث اللغوي الفردي )) لاتحده حدود ..وكلما زاد الأداء الفردي لمتكلم اللغة ..أثبتت اللغة كنظام قدرتها على تبيئة كل جديد واستيعابه
هامش: (( هكذا الشاعر يولد اللغة ويساهم في توسيع اللغة النظام ..فهل هناك بنيات لغوية أكثر اتساعاً ولا محدودية كاللبنية اللغوية الأدبية ))

3- ذاتية الانضباط :
إن البنية اللغوية لاتتأثر بأي نظام خارج اللغة النظام ..فهي تتملك خصائص ذاتية تلزمها باللغة النظام ..وتجعلها مستقلة بذاتها عن أي مؤثر خارجي ..وهي لاتبني تكويناتها بالإتكاء على حقائق خارجية ..بل من خلال النظام البنيوي اللغوي ..

مثال (( الغيم فولاذٌ وهذا النجم جارح )) هنا لو كانت أجزاء الجملة تأثرت بعلم المنطق أو الفلك أو الرياضيات ..لما استطعنا تشكيلها ..إنها تخضع فقط للنظام اللغة الذي يسمح بتشكيل هذه البنية ..

قد نكون قدمنا جرعة من العيار الثقيل ...ولكن السؤال ..

أين هدفنا المنشود ..إنه وبكل وضوح .. البنية الأدبية (( الشعر /الرواية ..المسرح ))

فلنأخذ استراحة ....

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس