الدرس الثالث غير مفيد
إلتصاقك بذاتك قد يجعلك لاترى عيوبك ولاتدرك بشفافية أكثر مدى مآثرك على من هم حولك لذا دعك منك وحاول أن تبتعد عنك أقصى ماتستطيع .
وحاول قدر ماتستطيع أن لاتجدك إلا حين تمرّ بك مصيبة في هذه الحالة عليك أن تلتصق بك أشدّ الإلتصاق لكي تنقذ نفسك، وإن لم تقوى على إنقاذك على الأقل تحظى بفرصة أن تودع نفسك .
مشهد ساذج حاول أن تكون أنت عيون الكاميرا التي تقبع فوق رأسك تراقب تحركاتك وسكناتك وألفاظك وأقوالك وأنت تسجل كل هذه المشاهد في لحظة إنفراد مع نفسك حاول إسترجاع كل تلك المشاهد لكي تشاهد هل أنت تشبهك أم أنك تختلف عنك هنا تبدأ دور البطولة في أن تجمع حقيقيتك .
تخيّل أنك تمارس دور الأدب والإحترام وهكذا البدلة التي ترتديها أمام الناس وفي آخر الليل تمارس دور المراهق الذي يتحدث بغباء مع فتاة لاتمت له بصلة.
هنا عليك أن لاتمزّق الأشرطة وكأن أحدا لن يصل إليها فأنت الذي تراقب نفسك .
أنا لست مع أن الناس تتعرف إليك بشكلٍ شفاف بل على العكس أنا من المؤيدين أن تكون أنت مثار الغموض بالنسبة لمن يتغلغل بدواخله الفضول ولكن إياك أن تقع في تشويش مع نفسك .
وتذكر وجهك سيظل حقيقتك .
لا أعارضك على أن تركل الناس مع .... ولكن أعارضك أن تركل حقيقتك في برميل ليلي .
وطنك حين لايعرفك ،و أقدامك حين تنسى طرف بابك
قل وقتها يلعن أم الأحلام ياهي تتدهور الأيام
قلت ذات يوم حين أتحدث عن أشياء تخص قلبي يجب عليكم أن لاتصدقوني ولاتلقوا لها أية بال بل طلبت على الجميع إهمالها .
ولكن حين أتحدث عن أشياء تتعلق بالعقل والمنطق عليكم الإنتباه جيدا فأنا أبحث مثلكم عن أشياء تتعلق بنا تخصنا .
الأنا لغة غير محتشمة تلغي دور الصحة وتزيد من دائرة الشكوك ، ولكن لغة العقل مؤدبة ومفيدة جدا تتقدم بالجميع نحو الأمام .
لذا يامعشر المجانين لاتصدقوا أي أحد يتحدث عن أوجاع قلبه حتى وإن كان صادقا جدا .
ببساطة الذوق ملك للناس العامة و ليس مستشفى، وعيون الناس ليست أسِرّة بيضاء لتسكن أوجاع الشعراء بها .
لابأس من التحدث عن وجع وطن فهذا أمر لاخلاف فيه ولكن حين يتحدث عن فراق حبيبته له فما شأننا نحن هل يريد منا مثلا أن نبحث له عن حبيبة ونقدمها لها هدية في عيد رأس السنة .
الدرس كالعادة أنتهى وأشكر لكم عدم فهم شيء.