سلام عليك 
لم أقرأ الرواية فليس من حقي الحكم عليها، و لكن سأتكلم في عموم مبدأ استخدام الجنس لغرض التشويق أو الجذب. بالتأكيد، ليس من الأدب كعمل استخدام الطرق الملتوية للنشر و الجذب، هذا كبداية. و ليس من الأدب ثقافة أن تكون المقطوعة الأدبية تدور حول إثارة الغرائز، إن لم يكن لأجل الدين و التحريم، فعلى الأقل الخُلُق لا يرضى بهذا !. هذا من جانب الاستخدام المُغْرِض للغرائز. من جانب إبراز المشاكل - و أركز على كلمة - ( بِـغَرَضْ ) مناقشتها و محاولة إصلاحها فلا أجد عيبا ما دام الأسلوب أدبيا و النية صادقة شريفة. قد يأتي أحد و يجابه قائلا : و ما أدرانا بالنوايا ؟!.. صحيح، لا نستطيع التأكد من النوايا! و لكن الله منحنا عقولا و لِنستخدم هذه العقول في ملاحظة بعض الدلائل التي ترجح اليقين على الشك. إن كنا نتحدث عن فن الرواية بالخصوص فمعلوم أن الرواية تلزمها حبكة و لحظة تنوير أو ما يعرف بالعقدة و الحل. و بعض الروايات بلا حل بنهاية مفتوحة...الخ كل هذا كلام فنيَّ المغزى منه أن من يتعمق في النص الأدبي بعين واعية لا تسعى للقولبة و التعميم، عين موضوعية لا شخصية، بنية مخلصة؛ لابد أن يُرشَدَ لمعرفة ما إذا كانت تستحق أن تكون في خانة الأدب أم لا.
مثالٌ للتوضيح : سمعتُ عن رواية " الآخرون "، لا أذكر اسم الكاتبة بالتحديد لكن اسمها الأول : صبا ، ما سمعته كان أن الرواية تناقش شخصية فتاة شاذة جنسيا و ما يطلق عليها في حالتها هو Bisexual و هو الشخص الذي يقوم بعمل علاقات مع الجنسين، لا أعلم حقا ما إذا كانت الرواية تناقش الشخصية بغرض جعل القارئ يتعاطف مع هكذا أشخاص ليستطيع مساعدتهم تباعا. ولا أعلم إن كانت فقط تستخدم فكرة للجذب. لكن، لو كان غرضها فعلا هو عرض حقائق لا يعلمها القارئ و أن هذه الحقائق قد تساهم في إصلاح حال البعض من هذه الفئة المريضة، فسأكون في صفِّ هذه الرواية بالتأكيد. يفترض بالأدب أن يُعلِي الخُلُق، و طالما هناك مشاكل أخلاقية فلا بد أن يناقشها الأدب متى ما عرف كيفية الوصول إلى أعماقها. أكرِّر ، متى ما عرف كيف يناقشها بشكل واعٍ سليم!
و شكرا
ملاحظة : أرى أن على الكثير أن يقف و يجابه الكثير من النصوص اللا أخلاقية، بغض النظر عن نوع هذا الانحراف : خلقي ، ديني ، تشويه معرفي، ...الخ و أيضا بغض النظر عن كونها رواية فقط أم لا!