كيبوردية [ نفعية ]
لستُ أعني المذهب [ النفعي ] الميكافيللي الفلسفي بل أعني قيام العلاقات بناءً على [ المنفعة ] ذات الاتجاه الواحد أو الاتجاهين ...
فكثيرٌ من علاقاتنا الإنسانية تحولت إلى مجرد [ وسائل ] للوصول إلى المنافع ، فلم تعد العلاقة الإنسانية قائمةً على تقدير الذات الأخرى و محبتها و احترامها لذاتها بقدر ما هي وسائل للوصول إلى [ المنفعة ] ...
فبدأت الغايات تبررها الوسائل و استقر هذا النهج في التفكير الجمعي للمجتمع حتى بات أمراً عادياً اعتادته بعض العقول و تكيفت معه ....
لكل إنسانٍ غايةٌ يسعى لها و مصلحةٌ يُلِحُّ في طلبها ... لستُ أنكر هذا و لا أنفيه ... لكن أن تتحول العلاقات - بين أي اثنين - لمجرد وسيلةٍ لغاياتٍ أخرى لا علاقة لها إلا بارتفاع [ الأنا ] و طغيانها على كل ذاتٍ أخرى و نكران الآخر و جحوده فهذه من أبشع صور استغلال الإنسان للإنسان ...
حتى العلاقة بين الجنسين علاقات - الحب - مثلاً استُغِلت هي الأخرى فأصبح التواصل هدفاً لوصول أحد الطرفين لمنفعته / أهدافه .. ما إن تنتهي [ المنفعة ] كأن يتعذر الوصول إليها مثلاً فإن العلاقة تُهدد بالانتهاء أو يخفت بريقها و لمعانها ...
لا أدري لماذا أتذكر قول أبي الفتح البستي عند تذكر مثل هذا النوع من العلاقات :
لقاء أكثر من يلقاك أوزار ... فلا تبال أصدوا عنك أو زاروا
لهم لديك إذا جاؤوك أوطار ... فإن قضوها تنحوا عنك أو طاروا
أخلاقهم فتجنبهن أوعار ... و وصلهم مأتم للمرء أو عار