فاتنتي الصغيرة ،شهد :

حين كنت صغيرة كنت أظن أن ليس ثمة من يضاهي جمال سالي و دلالها وحين رأيتك شهد تهاوت عروش سالي ...!
شهد يا ابنة الأعوام الثمانية : كم أنا مدينة لك بشيء قد لاتدركيه الآن ..! كنت معلمتي الأصغر في حياتي بل و الأروع !
علمتني أن الإنسان حتى وإن كان قعيدا في مفهومنا و البعض يظنه عاجزا ...
فإن باستطاعته أن يحرك في ذوات الآخرين مياه راكدة آسنة لبعض من مفاهيم الحياة كالتفاؤل و الأمل و الرضا و السعادة ...!
لست أنساك فاتنتي الصغيرة وملهمتي .. حين أقبل والدك إلينا في العيادة وهو يجر كرسيك المتحرك ...!
لست أنساك بعينيك النجلاوين و نظرتك الساحرة .. و فستاتك...! ياله من فستان ذاك الأحمر الذي أضفى عليك لمسة جاذبية آسرة..!
و قبعتك التي حييتنا بها فجلت شعرك الأسود الفاتن و جدائلك التي توغل في أعماق الحسن ! و كأنك سيدة في هيئة طفلة!!
حين رأيناك نحن الكبار وقفنا ساهمين ... منكسرين ... كيف لهذا الجمال أن ينهض في حياتنا ال... ولا اعتراض على أقدار الله ..!
لكنك لقنتنا أجمع درسا لن ننساه ما حيينا ... بابتسامتك الطاغية في الجمال .. لقنتنا درسا أنه مازال هناك متسع في حياتنا من سرور و أمل !
حتى و إن تكاثفت غيوم العجز و الشعور بالضعف!!
لقنتنا درسا أنه مازال هناك متسع في حياتنا كي نغير و نسعد الآخرين حتى و إن أحاط بنا العجز من غيرما جانب!!!!
لقتنا درسا أنه ما زال هناك متسع كي نبدو أقوى في الحياة0حتى وإن سلبت منا الأيام خاصية الحركة...!
بابتسامتك الفريدة التي أضافت جمالا لك .. بددت حزننا من أجلك .. بددت انكسارنا شموخا.. بددت دهشتنا رأفة بحالك إلى دهشة إعجابا و إكبارا لك !!
وحين هممتِ بمغادرتنا يا شهد كان لوقع كلمتك (شكرا) قليلة الأحرف عظمية المعنى أثرا بالغا..
شهد : كم أنا مدينة لك بهذا الدرس !!
ـــــــــــ
( شهد ، فقدت أمها وهي رضيعة عمرها ستة أشهر في حادث سير و أصبحت في عرفنا معاقة عن الحركة !! و الآن عمرها 10 سنوات