حين أرى انبهار بعض رموزنا الإسلامية بما عند الغرب من انفتاح وحرية وحضارة مادية, وجلدهم للذات والحديث عن تخلفنا وأخلاقياتنا والحكم علينا بالموت وعدم النفع, تعود بي الذاكرة إلى ذلك الجيل العظيم الذين خرج من بطن الصحراء, وعمد إلى قوم كسرى وقيصر يقول لهم :إن الله أخرجنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وأننا نحب الموت كما تحبون الحياة, وأسلموا تسلموا, ولكم مالنا وعليكم ماعلينا, وإلا فادفعوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون, وإلا فالحرب. إنهم لم ينبهروا بما فرش لهم من استبرق وديباج وعروش وقصور, وإلا كان مات الإسلام في مهده, إنهم كانوا يرون الحياة مزرعة الآخرة خلقوا فيها للعبادة وتبليغ دين الله, إنها لم تقسوا قلوبهم حين طال عليهم الأمد, إنهم كانوا يرون مقاعدهم من الجنَّة .