منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مُذَكِرَاْتٌ نَزْوَاْنِيَّةٌ جِدَاً !
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2010, 04:37 PM   #1
مريم السيابية
( كاتبة )

الصورة الرمزية مريم السيابية

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

مريم السيابية غير متواجد حاليا

Smile مُذَكِرَاْتٌ نَزْوَاْنِيَّةٌ جِدَاً !


مَسَاْءٌ / تَغِييبٍ أرْجوَاْنِي ..

الأُنْــ/ــثَى مُفْتَعِلَةُ تَعَاْوييذِ / اْلفَقْدِ / اْلقُيودِ
(نَزْوّى)


’.


اْلمَسَاْءُ (1) :

تستقطبني اليومَ الكثيرُ من رائحةِ الـ(حواير) وأزقةِ نزوى !
أسفاً يا نزوى ما عادَ اسمُكِ يثمرُ في روحي سِوى الغُربةَ والرغبةَ في الإنضمامِ
إلى جمعِ المنفيينَ إلى العاصمةِ !
ذريني وما بي من شهوةِ الرحيلِ , واعتبريني ابناً عاقاً أنجبته ولمْ يُحسنْ
ردَّ الجميلِ !!
يا نزوى , يا ربّة الوجهينِ والمرايا المعقوفةِ بالثرثرةِ , كنتُ لا أزالُ
أربطُ شالَ السنينِ إلى مِعطفي خوفاً من بردِ النزوحِ إلى مكانٍ لا يُشبهُكِ مُطلقاً
وَلكِن سلي قلبي عنكِ الآن !!
غارقٌ في لعنةِ الغُربةِ , وأنتِ تحضُنينهُ في التو واللحظةِ
أخبريني يا قناعَ الموتِ البطيءِ كم مرّةٍ دسستُ في تُرابكِ أحلاميّ
الجميلةِ , ولمْ تُزهِر سِوى صَمتٍ وانتظارٍ , وَعمرٍ يمْضي آيلاً للاندثارِ
كنتُ قد درّبتُ نفسي للُمضي دونكِ , تاركاً رائحتكِ التي تشبعت بها
جسدي وزوايا غُرفتي , وخطواتيّ في الحي الذي أمشيْ إليهِ
يوماً بعدَ يومٍ وفي كلّ مرّة اسألهُ عنكِ يا أمّهُ !!
وينغمسُ في ترتيبِ فوضاكِ , وتسطيرِ أمجادكِ , وأنا أصغي وقد هربتْ مني
مسبحةُ الصبرِ , فتوضأتُ بالصمتِ وتسوكتُ بتغييبِ اسمكِ عن ذاكرتي وتيممتُ
بحفنةِ تُرابٍ من أرضِ جاري الذي علمتُ أنّهُ يستوردُ تُراباً من الخارجِ حتّى
يزرعَ فيها وروداً لا تذبُلْ!!
حتّى جاري يا نزوى علمَ بأنكِ لا تصلُحينَ للزراعةِ فكيفَ بي أدسُّ أحلامي
في تُرابكِ ؟
كنتُ قدْ نشرتُ غسيلَ صمتي إلى رفيقٍ , وأنا أرسمَ دوائِرَ فارغةٍ عن
منظومةِ نزوى , وعن قناعاتها اللائي تهوى تبديلهُن كثيراً , فقال لي بإبتسامةٍ بيضاءَ :
يا رفيقي لا تأتي إلى نزوى ومن شابهها إلا في الأسبوعين مرّةً , حتّى تتقي شرَّ ثرثرتها !!
فأجبتهُ وقد امتقعَ لون ابتسامتي للأصفرِ :
دعها تفلُّ قيدي قبلاً ؛ حتّى لا ترى وجهي هذا إلا في الشهرينِ مرّةً !!
أعلمُ يا نزوى أنّكِ لا تنامينَ بلْ تُقيمينَ في كُلِّ ليلةٍ مأدبةً على شرفِ عابرٍ
أتى ليتوسّد احدى شوارعكِ الناضجةِ بالانتظار وعلى يمنيكِ كثيرٌ ممنْ يُحتضرون
ولمْ تُثمرْ أحلامُهمْ !!
وها أنا الآن أفيقُ على صوتِ عُصفورٍ عند شباكِ غُرفتي , وقد سجنتُ
عينيّ بظلامِ المكانِ لا رغبةَ لي إلّا بأنْ أرى شروقَ الشمسِ من ظلامِ
غُرفتي لأتيّقنْ أنني كبرتُ بكِ 30 عاماً
ولمْ أعثُر على حُلميّ المدسوسِ فيكِ !!


.’

يُتَبّعُ /
الغيّابُ الذي يصنعُ دهشةَ الحُضورِ المُؤقتِ !!

 

مريم السيابية غير متصل   رد مع اقتباس