اْلمَسَاْءُ (3) :
نَزوى صغيرُكِ اليومَ تتآكلهُ رغبةُ الموتِ !
وأنتِ تلعبينَ بنردِ حظّهِ العاثرِ , وترمينَ حيثُ
يُعلقهُ القدرُ بينَ سماءٍ بلا أعمدةٍ , وأرضٍ بلا سُلّمٍ
فـ كيْفَ بهِ سيمْضي ؟
سُحقاً !
متّى افاقو من مرقدهِم ذاكَ ومَضو؟
خلفُوني وحيداً / أتجرّعُ غبنَ الفقدِ
وأحثُّ على وجهكِ تُرابَ الحسرةِ
وقد عَضضتُ على سِني , ولمْ يُخففْ ذلكَ
من وطأةِ رحيلهِم !
كنتُ أقولُ لهُم :
اذْهبو دونَ أن تدوسو على حبلِ يقظتي !!
ولكنهُم عمدو قهراً لأن يطأوه فأفيقُ على صُراخِ
أسمائِهمْ , وأنا أستحِثُ خُطوتي , دونَ أن ألحقَ بهمْ !!
كانُو لصوصاً يا نزوى , وأنتِ من أدخلهُم إليَّ
رغبةً منكِ في أن أعقد صداقةً مع غيركِ
لتختَبري صبري بفقدهِم , فـ كنتِ (الحامي والحرامي)!
ليلةَ أمسٍ مرّت ذِكراهُم فِي شُؤمِ نُعاسيْ
وَهم في هالةِ ملائِكةٍ مُلثمونَ إلا من أعينهِم
فأفقدني شهوةَ النومِ !
وسهرتُ حتّى بزوغِ الخيطِ الأبيضِ حارساً
ليأتو ويأخذونني معهم و وما كانَ زاديّ سِوى دروسكِ
وتاريخَ هوائيَّ يومَ ذقتهُ منكِ !
هو ذا المساءُ يا نزوى يبسطُ غطاؤهُ عليّ الآنْ
وأنا أستعدُ لأطلقَ جناحيّ وأطيرَ لوكري حاملاً معي
أنتِ , وعشاءَ الفقدِ !
تُمسين على حُضورهمْ يا نزوى !
.’
يُتَبّعْ