ليس لي أقرب من نفسي أسارها الحديث خاصة في مثل هذه الساعة، لكنك تتخللين ما بيني وبين نفسي بحكم الحب ، وتلتقم أذناك فمي وأنا أتحدث في عالم الوجدان أسبق ما يكون الإنصات إذا أسكت الكون حواليه، وألقى السمع نحو القول مشتاقاً.
لا تنامي الليلة وأنا ساهر لا يهدأ لي فكر، ولا تسكن لي جارحة...وكيف للنوم أن يهزم طيفي الساهر ملء جفنيك يا حبيبتي!! أم هو النوم ذلك المتسلط قسرا على ليل العاشقين لا يستطيعون مع توافد جيوشه إخماد شواظ الحضور وهم بين متأوه وشاك، ومتهالك وباكٍ، يرحمون الليل من رجع أنينهم، وياسون على النهار أن تطلع شمسه مغموسة في دماء دموعهم، وهم في استنفار الظعين لا يعترفون بالأرض لهم مقراً، ولا السماء لهم مفراً ..
حبيبتي أيتها الراقدة بعد أن طبعت على صفحة الماء قبلة الليل تخجل اللجين أن يمس منها موضع شفة، فإذا انهمر الماء غار سيلانه، وبقيت القبلة مضمخة بعطر الليل..بدمع الليل...بأحلام الليل يا حبيبتي.