شبيهة بحيرة ضائع في قلب الصحراء أمام ضبابيةِ وضوح الدرب هي حيرتي من الأمس ، وعلى امتدادها إلى اليوم، ولست أدري ما غايتها من أسري حداً لا حرية متنفسة منه حتى يفصح الهم، ويصفح الألم. ويْكأنها لن تبرحني حتى تعيدني إلى صفرها الأول رغم أنها مجموعة أصفار من ألفها إلى يائها؛ كل صفر له مخزونه الصفري إذ يستعرض إهابي تصفيقاً فارغاً فارعاً لا يفهمني من خلاله إلا صفره التالي له .
وأنت يا نفسي عليك وزر التبعية، ولك أجر التحمل، فوزرك متمنطق مع ذل تبعيتك لمتضاديْ عقلي، وقلبي، وأجرك مستساغ في أنك مخلوق حمل مني مالم تحمله الرواسي مع بُعد ما بينك وبينها. عشت معي أيتها النفس الصبور وكل يوم لي مع السراب رحلة، والعود أحمد، لكن ليس لي، إنه عود أحمد للسراب يا نفسي. وما إخال العود أحمد لأحمد.
تنمري مرة أيتها النفس، فإن العصر عصر الأقوياء، عصر المادة، عصر الغابة في لغة الأسد وأتباعه..مالك خانعة خاضعة لأهواء لا تنتهي أصفارها! أتراك استمريت الأصفار عالما تقطنينه! فأين صحيح الأعداد أمام حشوك كل يومٍ أطنان هذه الأصفار!!