
((( ليتنى .. وذكراك أن تبارحني )))
* هل تذكر هذا الوجع ؟
كنت أسبك نفائس الكلم لتكون وصية البوح عند بزوغ اللقاء.. وعظام وجنتي المحبوك بالوهن يشحب بارزالعظم كرقصة تنقب الوجه عن سلوى معبأة بالنضرة ..
فقط .. تتلاقطني أظفار الألم بعد شتاتي - تصطفيني اللجلجة وتصطلي برأسي المكور بالدبيب ..
ذاك المساء .. كان ضجري يسيل ويسبل التنهيد قطرات من الهواء على حواف فمي ..حيث خدش الأنين شرودي فبت أتلظى بشهب مارقة وتحرق هدبي..
كتبت أجر أذيال الهلع على الورق :
بالأمس تغيبتَ عني , كان زمني خاويآ من ضجيج الحياة .. وفجأة الخوف استعرت في جوانحي ..وتغيبت عافية السكينة فاستبد نهاري بتناقضات الوقت ..فأين أنت ؟
أوعزت لي الظنون الماكثة مع قلقلي .. كنائحة ملثمة بالعويل بأن ألملم طمأنينتي وأتأهب ..
كنت أناوش يقظة تسترق الخمول من واعز أرعن للكرى .. حين وجدت رسائلك تنظر إلي بحرف هزيل :
" أنا متعب جدا "
يا إلهي .. بعد أن تجرعتُ حاجتي من قطرات اللوعة إرتميت على فراش الهواجس الذي يخزه التململ ويرفس إستلقائي ..
همسك فقاعة تشاكسني بالعذوبة وتطوف فوق ترقبي وتجهدني.. همسك كحبات من مطر تطهر جزعي :
" أنت دنياي .. لأجلك فقط أحيا , منذ دهر وأنا ميت "
أسدلتُ جفني على بسمتك , وانتعلت خيبتي الملوثة بتعبك حتى تعلقت العبرات برمشي ..
كنت أتململ بحدب ظهري وأستغيث الجليل أن تكون بخير .. كنت أهذي لأجلك .. أنقب جيدا عن روحي ..
" يا أجمل هدية وهبها الله لي "
وكيف أجد ذاتي ومرارة قد تعلقت بحلقي كأني أبتلع العفن..أنى ألقاني وقد غيبني النواح للتو حتى بت كالروح الهائمة على حقولك ..!
أريد أن أتنفس .. أن أتنهد .. أو حتى أختنق ..
قفصي متخم بحفنة من الهواء الحارق وأعجز عن الزفير كما المألوف ..
وبما أن الوجد ذا بهاء أمسي الطير على متن القمر .. أبرح نسمة فارة من نفث الريح ..
ألوح لك أيها الرابض تحت جلدي .. المنزلق في أوردتي ,, أيا حلم تبنى سعدي ولا يعيرني حلوله ..
أيا ندبة توشمت بها روحي ونزفت فيض من العذاب الشهي ..
أشير إليك ووجهي أدسه في صدر وسادتي ..وأعانق الحم الذي يضاحكني بحقيقة أنك ملكتني .. وأنني ملكتك ..
فمتى نلتقي ...؟