قال عبد الله بن المبارك:
وقع حريق بالبصرة, فأخذ مالك بن دينار بطرف كسائه وخرج وقال: هلك أصحاب الأثقال (
يعني أنه ليس له متاع يخاف عليه ) , وكان يقول: إن الله تعالى إذا أحب عبدًا انتقصه من دنياه وكف عنه ضيعته, ويقول: لا تبرح من بين يدي, فهو متفرغ لخدمة ربه سبحانه , وإذا أبغض عبدًا دفع في نحره شيئًا من الدنيا ويقول: اعزب من بين يدي فلا أراك بين يديّ, فتراه معلق القلب بأرض كذا وبتجارة كذا , قال المغيرة بن حبيب زوج ابنة مالك بن دينار: كان مالك يصلي العشاء الآخرة ويدخل بيته فيقرب رغيفه فيأكل, ثم يقوم إلى الصلاة ولقد رأيته يومًا فعل ذلك, فاستفتح ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: يا رب إذا جمعت الأولين والآخرن فحرِّم شيبة مالك بن دينار على النار, قال المغيرة: فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني, ثم انتبهت فإذا هو قائم على تلك الحال... حتى طلع الفجر...
ودخل اللصوص إلى بيت مالك بن دينار فلم يجدوا في البيت شيئًا فأرادوا الخروج من داره فصاح فيهم مالك: ما عليكم لو صليتم ركعتين... واستغفرتم الله!!!