النّقد لا يكون إلا أكاديميّاً لأنّه نوعٌ من الأدب و له أسس و قواعد تماماً كما العمل الرّوائي
نحن لا نستطيع إطلاق صفة أديب جزافاً دون الرّجوع إلى القواعد الأدبيّة
تماماً كما لا نستطيع تصنيف العمل الرّوائي أو الشّعري على أنّه أدبي بدون تلك البُنى التّحتيّة للعمل
الحبكة الدراميّة لا تتعلّق بالضّرورة بالإثارة أيّا كان نوعها سواءاً كانت بوليسيّة أو جنسيّة
أو مرتبطة بما خلف الكواليس الاجتماعيّة
علاقتها بالفعل الدّرامي مهما كان نوعه و هذا الفعل مرتبط حتماً بقدرة الكاتب على إخراجه بالصّورة
الّتي تجعل القارئ يعيش في جوّ الرّواية لا أن يتشوّق فقط لمعرفة النّهاية
و كأنّه يقرأ في صحيفة الحوادث
باعتقادي أنّ بإمكان الكثير إظهار عتمة اللّون الأسود أمام الأبيض
لكن المهارة تكمن في إظهار تدرّجات الأسود و الفرق بينَ لونٍ أبيضٍ و آخر أكثر بياضاً أو أقلّ
الكلمات العاميّة الّتي يعتمدها بعض الرّوائيين أو أغلبهم في إظهار البعد المكاني و الاجتماعي للرّواية
لا تقلّل من قيمة العمل أبداً إنّما عنيتُ الأفعال و الكلمات المتناثرة هنا و هناك على أنّها فصحى
و هي أبعد ما يكون عن ذلك
و هنا يقودنا الكلام إلى البلاغة الّتي تكلّمتَ عن أهميّتها في العمل الرّوائي و الأدبيّ بشكل عامّ
و الّتي لها علاقة قويّة بعلوم متن اللغة و النّحو و الصّرف
شُكراً مجدّداً أستاذ فهد البلوي