منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عباءات المذكّر
الموضوع: عباءات المذكّر
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2010, 07:39 PM   #1
الأخضر بركة
( شاعر )

الصورة الرمزية الأخضر بركة

 






 

 مواضيع العضو
 
0 عصفور يعبر النّص
0 الشيء
0 جيم
0 بيان المرايا

معدل تقييم المستوى: 0

الأخضر بركة غير متواجد حاليا

افتراضي عباءات المذكّر


عباءات المذكّر


المذكّرُ أو… يلعب الدّورَ ..
بدءًا منِ امرأةٍ طوْطمتهُ..إلى أن يشيخ...
على مقعد الرمل، حتّى الحديدُ يشيخُ،
ولا شيءَ أصلبُ مثل اللغة.
***
لاحتلال مقدّمةٍ الصفّ يخطو
بعباءاته،
يزدهي بالمزايا
مثل دكّانةٍ من حليٍّ،
يسوسُ قطيع افتراضاته،
يتقرفص حول ثريد الفرص،
يتلمّع بالبخترات
في بلاط الفحولة،
سؤدُدُه نابتٌ بالجبلّة،
كالشَّعْر، أسماِؤه ماؤُه..
تتدفّق بين الترائب والصُلْبِ في شهوة الحرث،
لا ينبغي الالتفات...
سوى لكراماته، أو كأن..كائنٌ
يتنضّد في الفخر موسوعةً من قوافٍ
***
يُرى
دائماً، يتكرّرُ، يستعمرُ الحيّز العامّ،
مُنتظرٌ أبداً عند باب،
على مرفأ البحر
أو قرب خيمة أنثى
وقد
يتكاثرُ
أكثر
مثل مقاهٍ

***
عادةً ما يعدُّ له المنبر..النّصُ.. والاستواء،
فوق سرج الدراية، تهطل منه نصائحه دونما حاجةٍ،
الفصيح
إلى حدّ أن ليس يسمعه غيرُهُ
كلّما ازدهر المدحُ في جهةٌ كان هُو،
كلّما حدث المجدُ، خيط له منه ثوبٌ، كأنْ..
نسخةٌ تتضاعف في آلة الطبع،
لا يملك الأصلَ منها أحد.
***
يُعْتِمُ الجسدُ الفظّ أكثرَ في لغة الوصف،
حتّى مرايا الأنوثات تغدو محدّبة إذ تراه،
يعرّيه حسّ التباهي،
رتابتُه
حين يستعرض الكونَ من فوق صهوة شهوتِهِ تلك،
حتّى الدُمعيات، إن كان لابدّ، ماءُ البهاء.
***
حارس المفردات، وحارثها،
تتكدّس ألقابُهُ
مثلما يتكدّس في قاع اسْطبل خيلٍ سِمادُ،
ويحصي ذخائره خلسةً،
يتفقّد ماء خصوبته عند منحدر العمر، أو..
ربّما رمّمت حيلٌ وعقاقيرُ بعض انهداماته،
ربّما سدّد الصدقُ بعض خطى ضَعْفِه الشهْمِ،
لكنّ سرعان ما يتعثّر في الإدّعاء،
ديدنٌُ..
أن يكون له صوتُه الخشنُ المتقعقع ذاك..
ليكون الأبُ ، الإبنُ..؟ حتّى الثيابُ..
مقاسُ مخيّلةِ الاشتغال بهندسة الفضّ،
***

قد
ينحني الظهرُ،
يندلق البطن أكثرَ ، يغدو الذارعُ نحيلا مُدلّىً كخرطوم فيلٍ كئيب،
ويشتعل الشَّعْرُ أو يتساقطُ،
ينكمشُ الوجه مثل حذاءٍ نُسي قرب نار،
جدارٌ يداهمه الصدع من كلّ جنب،
إذن
ما الذي يمنح الآن هذا التداعي امتياز المذكّر،
***
كنتُ..
أراقبني
من بعيد
لعلّي أرى غير ما قيل لي في كتاب
ماكراً كنتُ، أعترفُ،
كان لابدّ من حيلة لأرى جسدي آخرا
محْض جُغْرَافْيةٍ.. هو،
من مادّة اللحمِ، والمتبقّي محيط التآويل،
أوْرَامُ فقهِ النصوص،
انتفاخُ الكناية...أو..
***
قيل ها إنّه رجلٌ
يتذاكى لينماز،
لا بأس أن يتأنّث عند الضرورة،
أن يتشيّخ ثمّة،
أن يتصابى
ليصطاد، أن يتمرأى
هنا وهنا مثل آل،
***
له أن يدخّن أيضاً
وينحاز، أن يتصفّح لا شيء خلف الجريدة،
أن يستريح إذا اسطاعَ
من واجبات الحضور المذكّر،
أن يتغامض في وَضَحِ الفضْحِ،
ألاّ يُرى غيرُه في زحام
***
يثابرُ،
ينظر من ثقُب الوهْمِ في ساعةٍ
ويثابرُ
بعض أعضائه الجوهريّةِ لا ينبغي أن تفوّت فرصتها في الظهور
ويختالُ ،
يذهب، يرجعُ،
يوسع بعض حدود فحولته فوق أرض المِؤنّث،
امرأة هي أم لوحُ سبّورة أتلقّن درس الذكورة فيه،
***
يثابرُ
أيضاً
سيحفر لا شكّ في كلّ صوبٍ وحدبٍ كعادته
قبل أن يرتخى
ويغيب.
***
أبٌ
يتكاثر كي لا تزولَ ممالكهُ،
يتأمّل فينا قطيع السلالة،
مثل محرّك سيّارة شاخ..
ينفث آخر أتباغه
ويكحُّ.

 


التعديل الأخير تم بواسطة الأخضر بركة ; 08-14-2010 الساعة 07:41 PM.

الأخضر بركة غير متصل   رد مع اقتباس