"لكل شيء نهاية"..مقولة غير محتملة في فلسفة العشق، فالعاشق لا يعشق لينتهي إنما يعشق ليبدأ مع كل مرحلة من مراحل صبره رحلة جديدة حتى مستقره، وموعد حصول مقره مع محبوبه..ثم يبدأ من جديد حياةً يعود سر بدءها إلى تجدد حسن محبوبه في نظره في ارتقاء لا يعرف الرجعة، أو الركود.
وما رأيت عاشقاً اشتد حرصه على شيء كحتمية البقاء، وسرمدية الخلود لحياته الموصولة حياتها بمحبوبه، وربما ذاك هو السبب في أن ثلاثة أرباع شكوى أهل هذا الحال تنحصر في هذا المفهوم..شكوى تتنقل بين رغبة ورهبة، وقرب مشوب بخوف، وبعد موسوم بشوق، ومابين البعد والقرب من وسطية إلا حالة دمج الخوف بالشوق بحيث يتولد منهما حال أقرب إلى فقد الصواب في معرفة الذات، ومعرفة الذات الأخرى بوجه لا يكاد يخرج عن إطار العجمة في تفسير الحالة.
وما اليأس الحاصل من فقدان قرب المحبوب بنهاية لمبدأ العشق!! إن هذا اليأس يحيد بالوجه فقط عن جهة المحبوب ، مع بقاء الوجهة مولية شطره حتى ينهي الموت تلك المسرحية العابثة أصلا بقداسة الحياة، والموت، مع استقرار معنى الحياة والموت فيها.