اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد
ربما تكون محقا، و ربما أنا في طريقي للاقتناع بمغزاك.. لأصدقك القول فأنا مستفيدة من عنادي و تحديَّ فأنا لا أقتنع إلا بما أرى.. و التجديد الذي اتبعته استطعت رؤية جماله و لكنني لم أستطع إقناع نفسي بممارسته إلا بطريقة أنجبها أنا و تحمل لمستي أنا و هي طريقة التجزيء. بالطبع لم أخترع أنا تجزيء النصوص، لكني أعني بأن كل جزء في نصي بأسلوب مختلف.. ففي نص " مبارك فوك " على سبيل المثال كان الجزء الأول من النص صوريا و الجزء الثاني بسيطا .
أتعلم .. تراودني الآن فكرة أنني لو كنت أمتهن الكتابة لما أحببت البساطة لأنها قد تقود للتسطيح كما تقول . لكنني أكتب أولا و أخيرا لي بغض النظر عن أي شيء.. لهذا لا أكترث بأي مطب فالمهم بالنسبة لي أن تخرج فكرتي واضحة للقارئ و تصلني أنا أولا بريئة من كل شيء قبل أن تصل لأي أحد .. كثير من النصوص البسيطة عادة لا تكون سوى لي .. و كثير من التشتت الذي ألام عليه في نصوصي عائد سببه لأن النص مكتوب لي أنا في حوار مونولج داخلي بيني و بين نفسي. هناك تكنيك في كتابة القصة القصيرة في الأدب الانجليزي يدعى بـ stream of conscious هذا التكنيك يعتمد على سيل أفكار الشخصية فترى الشخصية تفكر و تنقل القارئ من فكرة لأخرى بلا اهتمام بالترتيب و الوحدة الموضوعية .. لم أكتشف هذا التكنيك إلا مؤخرا بعد دراستي للنصوص الأجنبية و أعتقد أنني حين أكتب هذه النصوص فأنا أتبع هذا التكنيك لا إراديا.. أعني أني لا أتبعه متعمدة لكني حين عرفته وجدتني أحبه لأني أكتب بطريقته نوعا ما.
في النهاية.. أنا لست كاتبة بمعنى أنني أرغب بأن أكون كاتبة فأنا حاولت كثيرا التوقف عن الكتابة و عدت إليها بيأس بعد أن جرت كالمخدر في روحي. أنا كاتبة في نظر الناس فقط، في نظري أنا؛ أنا أكتب لأتعلم و أكتشف نفسي فقط .. و أحيانا لأعبر عن أفكاري، و أحيانا أكثر لأبهج من أحب بتكريمهم بكتابة يرونها عظيمة و أراها هدية صغيرة لهم 
|
إن فتنة النص تبدأ منذ لحظة التقاط الفكرة من أعلى قمم الإلهام، وإنزالها كـ حبة مطر ناصعة إلى وعاء الحبر أو رأس الرصاص، ولكن اكتمال الفتنة هو الأهم من وجهة نظري، فالمونولوج الداخلي متبوع على الدوام بالديالوج على مستوى النص المسرحي أو الشعري، ووظيفة سيل الأفكار المعروف في الأدب الإنجليزي على وجه الخصوص هي نقل القارئ من مكان لآخر داخل النص، بمعنى أن القارئ لابد وأن يكون حاضراً في المشهد الأدبي مادمنا قد بدأنا بالفعل امتهان الكتابة.
لذلك.. أنتِ كاتبة في نظر الناس لأن لك نتاج مرئي ملموس، وإلا لماذا أطلقت بثينة العنان لنتاجها باتجاه العالم لولا اقتناعها بوجوب اكتمال الدور الأدبي بين طرفين؟