منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بَنور *
الموضوع: بَنور *
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 03:31 AM   #6
حصه العامري
( كاتبة )

الصورة الرمزية حصه العامري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

حصه العامري غير متواجد حاليا

افتراضي







نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة *

صَبرٌ مُعنون ياصديقي القَديم . وأنا جرح مستديمٌ طَري وعلى ذلك لستُ بجديدة .

أوقعتُ عنوةً مَلامح الترقبُ المُبرح من وَجهي على حافة رصيفٍ لا أعودُ إليه .
وأحتمَيتُ بظلٍ لِأبٍ بدأتُ أنسى مالهُ مِن تَفاصيل شكّلِية لولا فَضل الصُور العالقة في صَدري المعطوب .
فالصُور صُور وإن أَحيلَت بِداعي الشوقِ إلى حاضِر, فهي لم تُلتقط سِوى لِحفر أنفاق الذِكرى اللا نِهاية لروعة حلكتِها .
لتذكيرنا أننا خُلِقنا لنبدو أنيقين دوماً للأمس, وتذكرنا بأشخاص قد ألحوا علينا يَوماً بِضرورةِ حِفظ وجُوهِهمْ الباسِمِة لِأنْهُم لَنْ يَعودوا مُجدداً .

ياصديق السنون ..

حينها أشعلتُ هدنة سَفرٍ لا يَتوقف بيني وبَين قصيدة الظِلّ النائِح حينما كُل شيءْ تَمزاجني كمقبرةٍ جماعية فاضت مِنْ مَوتى المُسافرين,
إدعيتُ أني صبورَة وقَلبي تُربة مزروعة للأطفال .. ولَمْ أصرُخ في وجوهِهم : أنني أيضاً شَهيدة سَفر أحتاجُ إليّ .. هل مِنْ حيزٍ لي ؟!

لا أريدُ أكثَر من ذلك أن تُكَرِرُني الصُدف المتأخرة.. فأفزعُ إلى حُضن السهر كغصنٍ يُعريه الإنتِظار من آثار مَخالب العصافير وسَكينة الشِتاء .
أكتُب لِأدفنْ بُحرية في وَطن الأشياء التي لا تَكتمِل, وأُعاني للا أتذمر .. هل يتذمَر البار مِن بِرِه ! ويَعطش من بحرٍ مالِح أرادهُ يوماً بلا شروط !
وكُل شيءٍ يستنطِقهُ حُب ياصَديق .. قد غَفيت عنه حتى لا أَكون جزءاً مِن "حُب" .
فللرَسائِل المُنتهِية أيضاً صَلاحِية التوعُك المُستديم وحاسَة الموت كهيئِتي التي أعتدتُ على منظرِها المُستفِز .

إِما أن لا أنام .. أو أنام على لَعنةِ كوابيس وتعرق الذِكريات في أولى ساعاتِ الفجر ..
فأخترتُ أن لا أنام ..
فأين المُلام لِأعاتبه أكثر في لَحظةٍ نِداء بلا صَدى : يا أبي عُد ولو قليلاً لِتُرتِبَني الوَهلة التي لاتَحينُ بين أصابِعك وخُذني مَعك .



* اللوحة :
Salvador Dali : The Ship




 

التوقيع

.
.

نِهاية مُمتدة




حصه العامري غير متصل   رد مع اقتباس