كنتُ قد تهيّـأت له جيّداً
هذا الفقـد يا حُلم ,
حشدتُ له جيشاً من الأشياء التي كُنت أقنع نفسي بجدواها في غيابك :
زيارة صاحبي كثيراً في الموت , تقليم أظافر الحنين بالمتبقي من الدمع , تتبّع رائحة صوتك في مفاصلي استعداداً لمناداةِ ظلّك في كل نوبةِ اشتياق , مُطاردة الظلال , نفخُ رماد الأمنيةِ الأولى في وجه الليل , تقسيم الثواني على العابرين , صُحبة الأرصفة و, رائحة الملح والجوع والأصدقاء الغائبين , البحر الذي يغسل حُزني ويحتضن ثورتي ,
العودةُ للخلف كثيراً , للخلف جداً حيثُ شغف البدايات و فطرةُ القلب الأولى ,
محاولة ملأ رأسي بالكثير من الأشياء .. كأن اتذكّر كم خطوةً مشيت بين غُرفتي وباب المسجِد .. كم سيجارةً نفثتني في غفلةٍ من أصابعي .. إلى أين كُنتُ انوي السفر قبل أن اعرفك ..
لكنّك تُطلّين من كلّ مساماتِ الذاكرة ,
أفشلُ جداً في تخيّل كيف كان تنفّسي قبلك , بعيداً عن رئتيك !
أبدأ في الرّكض , نحوك يا حُلم
نحو الحياةِ التي عبرتْني فجأة وفي غفلةٍ من موتي ,
فأتذكّر بوابلٍ من حنين , كم مرةً قاطعتُ حديثك بـ( أُحبّك ) وكم مرةً تذّمرتِ من ذلك , إلى أيّ ضلعٍ وصلت أصابعي آخر مرّةٍ في طريقها نحو الإختفاء , كم مرةً فاجئني تماهيك فيّ و احتوائك لي , صوتُك في البكاء ,
اتذكّر تماماً كيفَ فُجع الغدُ بفقدك
كيف انزوى هذا النحيلُ في الظُلمةِ يبكي وحيداً بعد أن التقَطَ السيّارةَ يوسُـفه ,
كيـف أنّ الحياةَ تركتُه مكلوماً في الأمس يقتاتُ من بقايا أمنياتنا !
وكيف أنّي فشلتِ في ايجادي خارج
عينيـك !
ولا زلتُ ابحثُ عنكِ لأراني !