منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مولاتي الأميرة.
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2010, 04:58 PM   #328
أحمد الفلاسي
( شاعر )

الصورة الرمزية أحمد الفلاسي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

أحمد الفلاسي غير متواجد حاليا

افتراضي


اعذريني يا حبيبتي إذ لم أرد على رسالتك هنا، لقد كفاني، وأغناني ، وملأني، واحتواني تخليدها في صفحة هذا القداس الموصول بحبك!..ولا تسأليني اليوم عن شيء سوى إغراقي مراكبَ حسي كلها في طلعتك قدام عيني اليوم، والموعد لا موعد، بل الزمان لا زمان، والمكان هناك في كون خاص صمت كل مَن فيه وما فيه، ليخلو منصتاً لحديث عيني عن لحظة فنائهما في طلعتك..سبحان من أبدعك.
أسعفيني بموفور كلمٍ تعينني على وصف جمالك، فقد انخرط من بين كفي قوام الوصف أجمعه لما اقترب من دلائل الإعجاز الرباني المرسوم على ابتسامة شفتيك لحظة ذلك الإغراق..وتلك محنة أخرى تضاف إلى مجموع المحن المودعة في قلمي ولساني منك، وعنك..إنها مسحة لا تكرم حتى يقال ما أبخلها! ولا تبخل حتى يقال ما أكرمها! ولا يمكن لسرها الرباني أن ينطق في عوالم السر الأعلى حتى تتطهر الأرض من كل خبث، ورجس، وتتحد مع السماء عرفاناً، وإذعاناً ليد القدرة الإلهية إذ صاغت من الجنس البشري مسحة النور الملائكي، وما البشرية الطينية في تفسير ذلك الإزدواج المتقابل إلا كلوحة من طبيعة صلصالية الثبوت، خُط عليها ميثاق الجمال بحروف من نور، فلما سرى النور في خطوطها لهجت قائلة: سبحان من بالنور كساك وكملك!!
وقسمات وجهك ما قسمات وجهك!! رقية السقيم بداء الحب قرتْ بلابله، وسُرتْ دواخله، ووالله لولا خشية هلع النظر مني يخطط دفقة الحمرة في وجنتيك بشيء من أنفاسي الساخنة لاستغنيت بنظرة طويلة إليك عن طعام الروح والبدن على السواء، وما ذاك إلا لأن قسمة ناظري إليك موزعة في معنى الإشباع على أجهزة، وخلايا جسدي، على خلاف قسمة النظر من غيرك من النساء، فإنها لا تعدو رمش العين حيث لا جوع، ولا شبع..أهكذا صرت أقرأ مباديء توحيد الخالق في جمالك!!..سبحان من بخصوصية الجمال أظهرك!!
اليوم أدركت ما وراء تحويلتي السريعة من الأمس إلى اليوم، إنه التدرج يا حبيبتي في قراءة سطور الجمال سطرا سطراً حتى يقول لي القدر: هنا انتهى بك التأمل، عرفت يا هذا فالزم!! ..أكنتَ تحسب تلك السطور معرف الجمال الحقيقي..كلا! إنها سلسلة المعارف حيث كل حلقة ترميك في حضن الأخرى، ثم أنت أمام الجمال الحق في أبهى صوره..هنا، ومعك، وبك، واليوم بالذات قلت: سبحان من تدرج بي في مقامات الجمال حتى إلى مقامك السامي أوصلك!!..

 

أحمد الفلاسي غير متصل   رد مع اقتباس