منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - احتماء .... بالضوء !
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 10:30 AM   #5
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ليلى .. والذئب
تفتقت عنها الأرض تيك النوارس ..
كحكاية تمتطي عنان الضوء وتلثم المدى بأجنحة من السراب ..
رحيل وحلول . متناقضان للنهار يجثم بلزوجة على وقع حفيف الصُبح وهجرة الأطيار ..
والفراشة التي من دأبها المثول عند مجئ الشمس ..
كانت تئن هذا الصباح , وتعصب تحليقها بوشاح متذمر أحمق ..
شئ ما .. يحدثني بأن الليل قادم بوشاية الحزن واغتياب الفرح ..
فلم أفتش عن الياسمين ولم ألم بأخبار الخزامى ولا بسعال النرجس الذي رقد في تربته طويلا ..
كل الزهور مرضى من عاصفة الأمس التي جاءت بغتة تلقي إلى أنفاسنا بأتربة الاختناق ..
وكل ما أذكره .. حكاية الطفلة التي خطفت قبل أيام من أمام باب منزلها ..
طفلة انسلت ذات ظلام من بيتها تلاحق فراشة - ربما - أو تسير وراء أحلامها الغضة حيث صادفها ذاك الذئب ..
طفلة بيضاء وعتمة سوداء , منحت الشرير مزيدآ من الطقوس ليمارس جريمته وهي تعمي الأبصار بظلامها الدامس ..
كانت "عهد" تلهو على عتبة بيتهم .. وتسافر إلى النجوم بطائرة ورقية وأجنحة بريئة وضحكة بيضاء ..
ترى ما الحيلة التي مارسها ذاك الكائن الدوني ليجعل الصغيرة تثق به ؟
بأي صوت حدثها كي يغوي طفولتها بصدقه الملعون الزائف حتى تُصغي إليه ..!
خُلقت هواجسم مبتورة المنطق , وعواء الذئاب كصرير فزع يئز الروح ويخلع عنها كياستها ..
من نحيب الأم الموجوعة أرسم لليل فزعآ آخر في صوت القلق وبحة الوساوس ..
في الليل أُمسك بتلابيب فكرة شاردة بأن الطفلة لا زالت حية ..
طفلة في الرابعة من عمرها , كانت تغزل من أحلامها أطياف من الورد .. وتلبس على رأسها بقبعة مزهرة بالنجوم ..
بعد حين من الزمن .. لا أذكر عدده وأنا التي كنت أعد الدقائق .. وأفتش الثواني في تكات الساعة ..
أنا التي أذابت الفرح .. وسكبته مراة في فناجين قهوتي المسائية ..
أنا لم أقو على استيعاب صوت النذير الذي أصم الوعي بصوت الشؤم ..
بعد بضعة أيام من اختفاء أريج ..
قالوا ذات مساء تلون بدماء الغدر وشر الظلام الفائح بالعفن والقبح والمنشرخ باللامعقول ..
قالوا .. أنهم وجدوا الصغيرة جثة هامدة بالقرب من احدى حاويات المدينة ..
منذاك .. وأنا أغلق على نفسي باب الوحدة وأزداد عزلة .. وتعبا .. وبكاء ..
لاغتيال البراءة ..

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس