..
في ذاكرةِ الأمس تختبئ رسالة
بين حوانيتها الكئيبة حكاية ترتعد
و رجلٌ مهتري وفتاة راقصة
مدادها وريد فتاة صافحت البياض
حين أخبرته في الخفاء:
" أنني أزرعك في كفي قمحه "
ما كان يفقه ما تزرع
ولا يُهدي قمحها لخزانة الجدّة ثوبا
في لسانه عقدة وفي لسانها لا يزال رطب حكاية !
أخذت من قطر الألوان لونا ،
أمسكت البرق ولونته قوس قزحا بذات اللون ،
بذات الكف التي نبتت في سعته قمحا
وبللته بصوتها صبحا ومساءً
باللون الذي يتلوه.. نفثته
سلاما على الأمنيات والثوانِي وللضوءِ
و الوقت الغائب
والرغبة المستساغة بصرخة ،
والدمى المحفورة في جوفها الريح بإصبع طِفلة
وخزانة جدتها التي يحبو بها العنكبوت وذبابة في صيده
وفي كفها ظل و نسغ الشمس
ويعلو في كفيها أمنية بأن لا يعلق الحلم بالفواجع.
بأن لا ينهرها بأنفاس الغبن والضياع
ويعصر قلبها قربا بعيدا!
وعلى أطراف الرسالة حنين بذروة الكآبة
يعود يدغدغ نهايات الحكاية مجترحا الساعة الأخيرة
على خاصرتها النحيلة ، فتملئ فراغ أصابعها
بأصابعه وتقترب من الحقيقة
وتبتسم مغادرة بكل الأشياء
التي خبأتها مذ زمنٍ في مقطوعتها الموسيقية
على حواف الموت وبفنون الذاكرة المشوهة بشواهد
قصاصات أوراقها الصغيرة
لتلد في خلف الأوجه
وجه رجل يعتري بصوتها شحوب الوقت الحاضر
بأقدام الخيال المنسوج بأغنياتها المتكررة بعتمةِ ظلِ جسدٍ
لا يكف عن نثر سماد الفقد على بياض الحكاية
ظنا منه أنه يعتني بكفها الذي يعلوه قمحه هي أيضا
مغادرة للريح .