منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إذا الصُبحِ تنفس...
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2010, 09:29 PM   #3
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي


(2)

دون ابتسامة كانت تسند رأسها على نافذة السيارة خلف السائق وترقب الأنوار في ذلك الشارع الممتد ومع سرعة السيارة لم تكد تختفي إضاءة إلا وخلفها الثانية سريعة دون أن تنظر لما حولها من شيء يذكر، تماماً كـ سنوات عمرها.
كانت تحفظ تلك الإضاءة عن ظهر غيب لا تستطيع عد المرات التي أخذت فيه ذلك الطريق لـ عدة سنوات ذهابا وإيابا من المستشفى إلى المنزل وبالعكس. ولكن تجيد عد الأحلام التي رسمتها حول كل نور منبثق منها.قد يكون أهمها أن تصحو أمها من الغيبوبة وتتعافى.
حاولت أن تعدل من جلستها عندما شعرت بـ ألم شديد في ظهرها، فـ حملها لأمها وتقليبها في الفراش حتى لا تزداد عليها التقرحات في جسدها المتهالك.أثر على ظهرها.
وعادت تجول في رحاب فكرها الضيق والمنحصر في الأسرة البيضاء وتأوهات المرضى
في نظرات أمها ودمعها الساخن على خدها وهي تحقنها بالدواء بعد أن اعتمدت عليها تلك الممرضة تاركة لها مسؤولية أمها كاملة.كم كانت تتمنى لو تعرف سبب الدمع المنسكب من عين والدتها،ولكن ما كانت تدركه تماما أن روحها معلقة في روح أمها وإن كانت جسد دون حراك، كانت تنام كل ليلة وهي تحلم بأن الصبح سيشرق عليها وأنامل والدتها تداعب شعرها وصوتها الذي من سنين لم تسمعه يطرب أذانها وهي تنطق أسمها.
قطع حبل أفكارها رنين هاتفها..أجابت، وجاء صوت شقيقها:
"أين أنتِ في هذا الليل؟ هل حقا ما يقوله السائق،لقد جُننتِ،
الوالدة متوفاة منذ أكثر من سنة يا فاطمة وأنت مازالت تذهبين للمستشفى..عودي الآن..الو..الو"
أغلقت الهاتف..دون أن تكترث لـ حديثه ولمست بأناملها النافذة تقتبس من أنوار المستشفى في الخارج نور
يرسم مبسم أمها لها..وحينها فقط ابتسمت.**

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس