منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - البلدُ القِفارُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2010, 08:07 PM   #1
عبدالإله المالك
إشراف عام

Post البلدُ القِفارُ


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته...

يسعدني المشاركة معكم في هذا المنتدى الكريم وطرح أولى مشاركاتي بقصيدة عنوانها:

""البلدُ القِفارُ""



[poem=font=",6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
أترحَـلُ أمْ لـكَ البَلـدُ القِـفَـارُ=فزِدْ وصلاً فما في الوصْـلِ عَـارُ

أنا مَن يَرتجيْ فِـيْ كُـلِّ حيـنٍ=خَليْـلاً حينما الـخِـلاَّنُ زارُوا

سألتُ النـاسَ عـنْ بلـدٍ لخلِّـي=أجابونـي بِـأنَّ القـوْمَ غَـاروا

ألا يَـا ظاعنيـنَ وهـل رأيـتُـمْ=حَسِيْن الوصفِ يغشـاهُ الستـارُ

لَهُ مِن روعـةِ الحَـورَاءِ عَيْـنٌ=وطـولٌ لا يُخالـطـهُ انكـسَـارُ

سَوادُ الشَّعـر فـي ليـلٍ عتيـم ٍ=علـى حُسْـنٍ يغلِّفُـهُ الخِـمَـارُ

وثغـرٌ باسـمٌ فـي ذاتِ بــرْدٍ=وناصـيـةٌ تُجـيـرُ ولاتـجَـارُ

كمـالُ الحسـنِ مجمُـوعٌ إلـيـهِ=كمـا جُمِعَـت بأنجمِهـا المَـدارُ

أتهجرني وقـد أعطيـتُ عَهْـديْ=إليْـكَ شَريعـةُ النـاس ِ الخيـارُ

هِـيَ الأيـامُ حُبلَـى يـا خَليلـيْ=عَجَائِبَهَـا تُحـْيـرُ ولا تَـحَـارُ

يَحَارُ الشيـخُ منهَـا كُـلَّ يَـومٍ =وفِـي أيامِـهَـا عِـبَـرٌ كِـثَـارُ

تلـفُّ رياحهـا ظُلَـمُ الليَـالـيْ=وَيَطويْ صَفحَـةَ الليـلِ النَّهـارُ

فكم قَـدْ أذهلَـت ذا اللـبِّ حَتَّـى=غدى منهـا بـلا شـيءٍ يُعَـارُ

تَـدورُ مراحـلُ الأزمـان ِ فيـنَـا=كما سرنـا عَليهَـا قبـلُ سَـارُوا

وهَـاءَتْ فِـيْ أعنَّتِهـا عَليـنـا=دَروبٌ ليْـسَ يهديهـا الفَـنَـارُ

يُــظللهَا الغـمَـامُ ويحتويـهَـا=مَتاهَـاتُ الـدَّروبِ لنـا المَـزَارُ

عجاجُ الريح ِ يعلـــو في سَمَانا=وَيُـصْـمِيْ سمعنا الصوتُ الخُوارُ

على أشطـانِ بِئـرٍ قـد رُمينـا=يُثَـارُ بهـا الغُـبَـارُ ولانُـثَـارُ

وَيُقْذَفُ في غِيابِ الجُـبِّ شعـبٌ=وَشَرعُ الغابِ ليـسَ بـهِ حِـوَارُ

يُحِيط الجَـارُ مكـراً فـي أخِيـهِ=وكَمْ غَارت عَلـى سلمَـى نَـوَارُ

ومهمـا نقتفـي آثـار مَــاض ٍ=يُحِيْـطُ إذَن بمِعِصَمِهَـا السِّـوارُ

نعالجُهَـا ويبقـى الـدَّاءُ فيـنَـا=أسْيـَراً مَـا بعَيْنَـيْـهِ الـقـرَارُ

أثرناهـا وَعَــادت فــي وَرَاءٍ=وَرَأسُ القـومِ أعيَـاهُ الــدُّوارُ

إذا مَـا السّيـفُ آخَـاهُ ضَـلالٌ=فلـلِآلآمِ فـي النفـسِ حـصَـارُ

ولم نُبصِر عـنِ الأمجـادِ فعـلاً =ولا يَعلوْ على الجـدبِ الخَضَـارُ

ألا يـا عَاذلـي فاقصِـر مَلامِـيْ=فـإنَّ اللـومَ.. أحيَانـاً.. شِفَـارُ

تَسيْـرُ قوافـلُ الأقـدارِ حَـتَّـى=نَصيْـبُ المـرءِ ما مِنـهُ الفِـرارُ

تُلاعِبنـي بَنـاتُ الفكـرِ دومــاً=وتنسَـابُ القَصـائـدُ والبـحَـارُ

وَمُنَْثَـالٌ عبيـرُ الـوردِ منـهَـا=وأخْيلـةٌ بـهَـا بَــرْدٌ ونَــارُ

فزيدي في وِصَالِكِ.. ليْتَ شِعريْ..=فلا سَكَنَـتْ عيـونُ الجُبْـنِ دَارُ

وهَاتي في غَـرام ٍ مِـلء عينـيْ=وَعوْدِيْـنِيْ، فمَا فِيْ الْوَصْـلِ عَـارُ


[/poem]

شعر:

عبدالإله المالك

 

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس