(6)
كانت تراه في زجاج محل العطورات يقف خلفها بمسافة بسيطة وكان واضح عليه الارتباك وعدم الارتياح.
تجاهلته ودخلت للمحل انتقت عطر فيه وأصر هو أن يدفع ثمنه فهو منذ فترة طويلة لم يقدم لها هدية.
ابتسمت له وشكرته حملت العطر بعد أن أصر أن يتم تغليفه فهي تستحق أكثر من هذا.
لم تحاوره كثيراً رغم أنها كانت تشعر بحديث لا ينتهي في حلقها ربما أكثره تساؤلات.
استأذنته لدقائق متعذرة بأنها تحتاج لدورة المياه.
عادت وهي تحمل ذات الكيس الذي فيه عطرها.جلست أمامه على طاولة المطعم.كان شارد الذهن ويحمل في يده هاتفه المحمول.
لم تسأله عن شيء فقد شاهدته من بعيد وهو يتحدث بعصبية وأغلق الهاتف دون أن ينتبه لها.
قدمت له الكيس وقالت:" تفضل"
قال مبتسماً:"ما هذا؟ إلا يمكن أن أهديك دون أن تردي لي الهدية"
قالت:"ليست لك...
نظر في الكيس وجدها مغلفة تماما مثل عطرها ونفس الحجم والشكل..
قال:"افتحها؟؟؟
قالت:" قلت لك الهدية ليست لك.صاحب الهدية يفتحها.
قال:"نورة...من صاحب الهدية أشعر بأنك تدورين حول موضوع ما؟
قالت:"أحب ان يكون زوجي رجل عادل لا يأتي يوم القيامة وشدقه قد مال.
لم يستطع أن يجيب عليها..ولكن وجه كان يحمل كل تعبير المفاجأة .
واسترسلت بحديث طالما مات في جوفها خوفا من المواجه معه:"نعم كنت أعلم بأنك متزوج بـ امرأة أخرى
وانتظرتك أن تعترف لي..
تعلم كم أنا شاكرة لك صمتك فقد كنت تراعي إحساسي أليس كذلك.؟
وشعرت بأنه من باب الذوق أن تهديها مثلما أهديتني.
نهضت ومشت لمسافة بسيطة ثم عادت وقالت:" هاتفت أخي سأذهب معه وعطرك الذي اشتريته لي سأتركه هنا
تعلم لماذا.؟.
حتى عندما تأتي لزيارتنا لمناقشة أمور طلاقي منك لا أكون أضع نفس عطرها..
فتزداد أشواقك لها أمامي وأنا أحترق كالعادة.يكفي أن يبقى فيّ بقايا عطرك أنت...
ورحلت عنه تاركه قنينة عطر ووداع مؤلم يبكي قلبها!