تفْكيريّ مزدَحمٌ بكْ ، وعاجِزة عن مدّ أطرافيِ إليكَ لتلتَقطَنيّ . .
أخَبرني ، بعَد هَذا الفِراق البِشعِ جداً . .
مَن جاءت بَعديّ إليكَ ؟
مَن بحثت في قلبكَ عن مكانٍ يتّسع لَها ؟
مَن أنتَظرتَك شتاءً تحت المَطرْ ؟
مَن رفَضتْ أن تَنام دُون صوتِك ؟
مَن تَركتْ أحلامَها لأجلَك ؟
مَن غَارت من اشراق الصّباح على وجْهك ؟
مَن مارَست عزف سمفُونيات الفَرح علَى اصابِعك ؟
مَن اتقَنت الرّقص دُونَ التّعثر بِقدمك ؟
مَن بكَت - في وقتِ مرضكَ - داعية الله أن يُشفيك ؟
مَن رتّبت لَك أشيائَك ؟
مَن جهّزت لَك كلّ صَباح إفطارَك ؟
مَن كانت تودّعك للعَمل بِدُعاءٍ وقُبلة ، وتستقِبلكُ بِدُعاء وقُبلة ؟
مَن أحبَّت عينيكَ ؟
مَن قبّلت لكَ خصْلات شَعرك ؟
مَن عطّرت لكَ أحلامَك ؟
مَن زَرعتكَ عشقاً في نفْسِها ؟
مَن حَفظتْ ملامِح وجْهك ساعَة الغَضبْ ؟
مَن داعَبت رمشَك قَبل أن تَنام ؟
مَن أحبَّتك مثليّ ، وصدَقت مَعك في الحُب مثليّ ، وعانَقت كل دُروب الشّوق إليَّك مثليّ ؟!