على أمانة محافظة جده البدء بأقصى سرعة ممكنة بفتح ملف تحقيق ( حتى لو ملف علاقي يؤدي الغرض ) لمحاسبة المواطنين الذين يغسلون بعض شوارع جده بالماء في كل صباح منذُ شهور ، حتى أصبحت وكأن زلزالاً ضربها وتصدعت وخرج الماء منها بشكل هستيري ، مما نتج عنه بطء شديد في الحركة المرورية تسبب في زحام غير مبرر للسيارات .
-أنا قلت مواطنين ؟!
-أجل تبغى تقول : أن فيه مواصير انفجرت مثلاً ، أو أن الشركات المنفذة ( لأعمال البنية التحتية ) سيئة في تنفيذ بنود العقود الملزمة بها حسب المواصفات والمقاييس حتى صارت الأولى متهالكة ؟!
-لو ما أعرف نيتك كان قلت :
" أنت تفكر الحين بالملابس التحتية لـِ : جينفر لوبيز ، مو البنية التحتية لمدينة جده " !
أما قبل ..
" أمانة ، يـ: أمانة جده "
أنا من جده وأحلم بأن أراها تلعب في الشوارع مع الأطفال والكبار ، وتعلّق المصابيح للساهرين في الليل ، وتستقبل الزائرين بالنافورة ، والنوارس ، والشمس كل صباح . وتزين الشجر بالعصافير .
أنا من ( حيّ ) حتى اللحظه وهو يحكي القصص عن كارثة السيول .
أُريد أن أمتطي طريقاً يأخذني إلى عملـي دون أن يصطدم رأسي بسقف السيارة ، أو أن استمع لأنين حديدها حين يبدأ في التفكك وأندب حظي في القرض الذي دفعته فيها , أُريد أن أرجع من نفس الطريق أو أي طريق آخر إلى بيتي دون أن أشعر بصداع الحُفر .
استفيق كُل صُبح لأخبر نفسي أنني لن أجد المياه تتسرب على اسفلت الشوارع ، ولن أتأخر بأذن الله في الوصول إلى عملي ، كُل صُبح أمني نفسي بأن هذا الشهر لين يتم حسم شيء من راتبي بسبب تأخري ، لأن الطريق لن يستفرغ الماء بعد أن أُجريت له عملية تجميلية وغُطيت الحُفر وتحررت الحركة المرورية من الزحام . ولم يتغير شيء .
أما بعد ...
" أمانة ./ يـ: أمانة جدة " !
· أريد حلاً ، لا أُريد أن تجدوا فاعلاً .