(14)
شعرها منسدل وملامحها البريئة تتغير مع شدة الألم في صدرها وعيناها مليئة بالدمع و لم تسمح لـ دمعة أن تسقط .
كانت أناملها تسابق دمعاتها تحاول أن تخفيها عني.وما علمت أن دمعي يسابق دمعها.
تتحدث لي وهي تغص بعبرات أكاد أجزم بأنها أقسى من الحجر في حلقها..لم أستطيع أن أخفف عنها...
كذلك لم تنم لعدة ليالي قلقلها كسيف على عنقي لم أستطع نزعه من قلبها ولم أسلم أنا من قصاصه.
قلت لها:قولي يارب.وبإذن الله ستفرج.
وذات ليلة صحوت فوجدت جسمها الصغير ملتفا بجلال الصلاة الكبير تكاد لو تتحرك تسقط على وجهها
سمعتها تقول:
"يا رب ماما قالت أناديك وأني راح ارتاح..بس متى راح ارتاح.أحس قلبي يعورني"
وهنا فقط ارتحت أنا...عندما ندرك أن لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه..وأن هناك من يفرج هم العباد.
واستجاب ربي لزهرة حياتي وهنأت....اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.