
| حاءٌ من وراء السّطر |
الصّمتُ أَغْلالٌ وخَوفِيَ سِلْسِلَة
و قَصَائِدِي فَوقَ الشّفاهِ مُكَبّلَة
حُرًّا قَدِمتُ على الوجودِ حَسِبْتُنِي
لكنّ كَفّيَ بالقُيودِ مُغَلّلَة
ومُكَرّمًا فِي الخَلْقِ كُنتُ بِفِطْرَتِي
فَعلامَ ذُلّيَ فِي الدُّنَا لاحَدّ له
الظّلْمُ سَيّافٌ يُطَارِدُني إلى
أنْ يَجْتَنِي أَحلامِيَ المُتَوَجّلَة
والقَهْرُ يَجْلدُ بالسّياطِ مَطَامِحِي
والغَدْرُ يَنْصبُ لِلأمانيَ مِقْصَلَة
حُبِسَتْ عَصَافِيرُ الكَلامِ بِتُهْمَةِ
التّغْريدِ في قَفَصِ الضّلوعِ المُقْفَلَة
ويَجُولُ فِي طُرُقاتِ فِكْرِيَ مُخْبِرٌ
يُحْصِي عَلَيَّ خَوَاطِري المُتَسَلّلَة
وعَلامَةُ استفهاميَ اخْتَنَقَتْ بِمَا
ابْتَلَعَتْهُ مِن غُصّاتِها فِي الأَسْئِلَة
حَتَى الحُروفَ بِفَرْضِ حَظْرِ تَجَوّلٍ
في دفتري كُلّاً يُلازِمُ مَنْزِلَه
وتُطِلُّ "حَائِيَ" مِنْ وراءِ السّطْرِ هَلْ
مَرّتْ بِهَا "رَاءٌ" تُرَى مُسْتَعْجِلَة
و"الّلامُ" مَحْجُورٌ عَلَيها قَبْلَ أنْ
تَخْطو إلى "ألِفِ" التّمَرّدِ أنْملة
يُخْشَى إذا فَرَّتْ تُحَرّضُ غَيْرَها
وتُثِيرُ في الصّمْتِ المُهَيْمِنِ بَلْبَلَة
أو رُبّمَا انْقَدَحَتْ شَرارتها
بأفكارٍ يُظَنُّ بِأنّها مُتَعّطلة
ولرُبّما تَسْرِي كَمَا النّار التي
ما أجّجَتْها الرّوحُ تَبْقَى مُشْعَلَة
"لاءٌ" تُخَافُ ولا تَخَافُ إذا صَحَتْ
تَهْتَزُّ فِي أوتارِ صَوتِيَ زَلْزَلَة
ما أنْ أُحَرِّرها تَشُقُّ تَكَتُّمِي
"لاءٌ" على ثَغْرِي تَهِبُّ مُهَرْوِلَة
"لاءٌ" وتَنْحَطِمُ الزَنَازِنُ فِي فَمِي
"لاءٌ" تُفَجِّرُها الإرادةُ قُنْبُلَة
"لاءٌ" وأُعْتِقُ في الشّفاهِ قََصائِدي
فَأَعُودُ حُرًا لا أخافُ المِقْصَلَة