قبل أن تطرقُ عصافير الليل نوافذنا لَتُخبرنا بَقدومه حين الشروق !
وقبل أن ننهضُ من مضاجعُ أحلامنا وننفضُ غبار الأمس عن شُرفاتُ أُمانينا !
وقبل أن نُرتب فوضى حواسنا ورتابة الأشياء المُملة من حولنا !
وقبل أن نُفَرغُنا في عُلبٍ زيتية تُكوّمَ ملامحنا على صَدر أوراقها ألواناً !
وقبل أن نعانقُ ثُغر الفجر وتفاصيل الفرح وصوت المطرَ المندلقُ
فوق أراضينا الخصبة بماء الذكرى !
يَطرقُ الألمُ أبوابُنا فجأة من حيثُ لا نعلم / مُترجلاً من أعماق فُوهةٍ تُطل
على رأس أحلامنا التي لا تعرف طريقاً للنجاة , يُشرق وجهه أمامنا وتنامَ
ملامحه بأعماقُ المرآيا التي ترسم تفاصينا في كل يوم , يتسلل إلينا هو بخفاء
ويتمدد فينا وتتفرع جذوره بأعماقنا حتى نتقوقع نحنُ فيه , ولانكاد نُبصرنا دُونه
, نجهل الألوان التي لا ترسمنا خلفه , ونجهل حتى الملامح التي لا يسكنها هو !
نختنقُ نحنُ من حيثُ لا نشعر ونُشيّع جثمان أحلامنا دُونما بُكاء / نحيّب فقط
لأننا بُتنا لا نشعر بالأشياء حولنا حين يكون هذا الألم هو ظلنا القابع خلفنا
والممتد أمامَ خطواتنا أيضاً !
اممممم هو من يجبرنا على مناجاة الأشياء التي لاتسمعنا إذ أنه يُفرغنا
حتى من أصواتنا وأحلامنا وملامحنا ويجعلنا غُرقى في محيطه بعد أن يُعرينا
من تفاصيلنا فيجعلنا نمضيْ خلفه دُون أن نشعر بخطواتنا المعوجة وأصواتنا الَباردة !
( ثرثرة كيبورد أحمقَ يغفو كُلما أحتجتُ لأن أُحدثنيْ من خلاله ويصحو
في الوقت الذي أرغب فيه بالتزام الصمت ) !
سارة القحطاني