غدا ..ياصغيرتي ينتصفُ تشرين الثاني .. معلناً مغادرتي رسميا لـ 26 عاما ً من عمري ودخولي العام 27 وانتِ انتِ والأحلام لاتزال ...لاجديد ياصغيرتي ... كم من الهدايا والاحلام والاماني كانت تعطر هذا اليوم ؟؟ من سوف يشعل الشموع غدا ؟؟ومن سوف يتبع امنياتي بالصلاة والدعاء ؟؟؟ ومن سوف يغفر كل الخطايا والذنوب العالقة في ظهر هذا الحب؟؟ من نفس هذه الشرفة وكأنني اراك تختفين في زحمة شوارع مسقط وانت تسيرين حزينة ، تجرين خلفك أحزان الفقارى والعشاق واحزان المواني والمطارات في كل خطوة اراك تتبعدين وتختفين بها بين الوجوه، تسقط دمعة حارقة تحرق اقدامي وسنوات عمري.. كأنك تقولين لكل الوجوه ..حبيبي البائس الذي يراقبني من الشباك البعيد .. هو سبب حزني ، وهو سبب تعاستي ولن اسامحه لانني اودع فيه احلامي .. لانني ابتعد وانا اودَّع فيه احلامي ...
انا الذي لا يتقن الحفاظ على المواعيد واحضر متأخرا حتى على حفل تأبين قلبي وعمري واحزاني احضر متأخرا ... قلتِ لي ذات يوم (انت تحتاج ان اصدمك وان افجعك بفراقي حتى تشعر بقيمتي) ..حبيبتي وهل احتاج لفاجعة كفاجعة الفراق ؟؟هل هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلك تشعرين بقيمتك ؟ انني اشعر حقا ليس بطعم الفقد وليس بقيمتك فقط ولكن اشعر بالموت ألف مره في كل لحظة ندم ، وفي كل يوم يمر وانا اشحت شوارع مسقط وحدائقها وارصفتها ومقاهيها واسواقها التي كنت ترتادينها بأستمرار صدفةً تتأتي بك إلي ... ولكن حتى الصدف وحتى الشوارع كانت تستكثر علي صدفة ً كهذه ...لانني فعلا ً لا استحقها ..لانني بختصار لم اعرف كيف احافظ عليك ؟؟
لقد فرغت زجاجة العطر ياحبيبتي ولكن بالتأكيد بعض العطور تبقى للذاكرة ...انا كتلك الطاولة الحزينة التي لمحتني بها ذات مساء ، وحيدا وحيدا كطفل ٍ خرج من بيته ولم يتقن طريق العودة ... كيف اعود ياصغيرتي ؟؟ ومسقط التي تمطر هذا المساء ؟؟ هي نفسها التي اخذتك مني ؟؟ كيف اعود بدون وجهك ؟ كل شيءٍ يبدو حزينا تحت المطر؟؟وكأن السماء تبكي لفقدك ايضا ؟!
كنت أشوفك
والمطر يغسل شوارعنا الحزينه
كانت الدنيا حزن
واتذكرك
اتذكرك
اتذكرك
اتذكرك
اتذكرك
اتذكرك
مليون حزن اتذكرك
وارجع معا ذنبي وحيد
اختنق مابين جدراني
وامووت
أحسب أيام الندم
تابوت تابوت
وانفثك
مع ذاكرة تشرين
واحزان الفقارى الكادحين
وكلَّ ماحاولت أغفى
واتوسَّد ماتبقَّى من حنين
جيتي إنتي من جديد
جيتي إنتي مْن السنين
مثل سوط الذنب في صحو الضمير
وتجلديني ...تجلدي
ويصيح صوت الذنب فيني
سامحيني
سامحيني
كثر ما دقِّ الندم باب السنين !!
( المقطع الشعري ..من مسودات نص استغفار الذي مل وتعب من تشويهي المستمر له ... قد يرى النور قريبا ان اتقنت هذا الاستغفار )