حَبيبَتي : لا أدري هل أستَعجلُ بها هذه الرِّسالَة , أو أولّيكِ الرّوح بزمام قلوبها فيكِ وأنتَهي , الحَكايا في الطُّرقات باهِتَة , ورائِحَة التُّراب حين مَطرٍ أيا كُلّي تُزخِمُ فيّ ارتِحالي إليكِ , تَصنَعينَ مِن كُلّ صورَة في وَاقِعي حُلما ً أناشِدُ امتِطائَه كتائِهٍ وَجَد مَنفاه الأخير , أنتِ المَنفى حكَتكِ شَراييني حينَ غَمستِ دَم الحُب في العُروق تَسحَبني إلى خارِج الدّاخِل لأستَظلَّ بملكوتِ غَمامنا , أفيقُ في الحَنينِ بلا نَسبَة , وشَوقي المُضمَّخ بـ أحبُّكِ يَرتجي القافِلة إليكِ , كَعنوانٍ أزليّ أناطِح فيه هَلوَسة بَحثي , كَم تُغرغرينَ في مَسامِ وُجودِنا لتُحيلي فَقرَ العَيش إنتماءٌ فاخِر لا تُزَحزحة أقاويلُ البُعد , كَم تُسَيِّجينَ في فَقارِ عَظمي مَعزوفَة تَعظُم برواءِ صيتِها الحَنون , فلا أكادُ أشتَمُّ مِن الحَياة إلا طَيفَ روحك , وما غَيره يَصنَع فيّ المُعجزات لأحلّق دونَ أسباب إلى أسبابٍ تُجيدُ رَسمَ كِلينا في مَوقعٍ واف .. الأمكَنة فاجِعَة بالاحتضارات يا حَبيبة الرّوح , لا أغزِلُ مِن جِداريَ إلا العَدم , ولا أجيدُ في رَمق الوَحدة غَير نِداء أنين يَقتُم في مَفاصِلي لأذابَ كسَراب في غِشاوَتي , كَم تَملِكينَ مِن مَفاتيحٍ لأسوارِ قَلبي حين حَربٍ تُخرب الرّوح بأفكارِها , كَم ألوذُ فيكِ صَغيرا ً بتَخاتُل يُعلِّمُني مَعنى الأمان .. لا شَيء قَد يَسرِقُ بَهجَتي على احتِضانِ كُلِّك في الذّاكِرَة والقُرب , الحَقيقَة فيكِ رِوايَتي , وأن أحبُّك خِتامُ الأحداث في نِهايَتي , قَد لا أمزَع مِن حَدائِق الرّوح وَردَةً تَليق بقلبك , ولكنّي قادرٌ عَلى انتِزاعِ كُلّي ذاهبا ً إليكِ على عَجل , فَراشَتي أنتِ تُساومينَ عَينيّ على الجَمال , لألهو في عالَمك الوَرديّ إلى مَددٍ لا تَتَذاكَى فيه نائِحات العُبوس , أقلتَ عُبوسا ً يا قَلب ...؟ أجلَ كَيف تُدرِكَ أنَّ الابتِسامَ مَلكِ الحُضور حين اختيالٍ لطُفولَتها فيك !
تَمازَجيني يا ثَورة العِشق المُنتَظِمَة في دِماغي , ثَرثريني على شَفتيكِ كَثيرا ً , قَد أغتالُ اللَّيل وأمسَح خارِطَة العَناء حين إعتِلائك صَدر شَظاياي .. يا رِحلتي البَعيدَة التي لا أنتَهيني فيها طَلبا ً لكَثيرِك في روحي العَمياء دونَك .. يتَقرفص الخَريف على رُكبتيّ حُبِّنا ,ليَتساقَط الكَون مِن كوخنا الصَّغير وتَعلو طَرائِقُ الإدمان على أن نَكونَ " واحِدا ً " شَلَّ حَرَكة السُّكون وأنبَت صيغَة لدُنيا أخرى تُفلِحُ في الابهار .. أنتِ يا مَملَكة الفؤاد وَحدك وَوَحدَكِ جِدّا ً خَليلَة لتفاسيرِ بَقائي , وأنتِ آخر حِبرٍ أريقه مِن فَمي حينَ تُعجزني الأصوات , أحبُّك أحتاجُ لترتيبها في الألوف لأصوغَ مِن حُبّي لَك ولو إدراكَ حِسٍّ مَقروء . قبلة على جَبينك ولا مَعان !