صديقتي التي تزورني في المنام دائماً , بكت هذا الحلم أيضاً !
أتساءل أي حياة هذه التي منحت كلا منا طريقها ؟! هكذا ببساطة أصبحت أخبارها أحلام ، وصوتها متعلقٌ بساعة التعب ..
ليس سهلاً علي نسيان طاولاتنا المتلاصقة لأكثر من خمسة عشر عاماً متوالية . كنتُ الوحيدة التي حظيت بحب ابنة الملاعق الماسية .
على بساطتي المتناهية ، و حقائبي البخسة جداً ، وساعاتي المتواضعة جداً , ماكانت لتتركني أصبح حظيةً عند أخرى..
بجانبي كانت في غنى عن ترك علامة على أقلامها كي لا تضيع في زحمة أقلامي ،
معي كانت لاتخشى على مساحة ماتحت الطاولة من المناديل المتسخة . و تترك دفاترها على طاولتي دون أن تتوخى النسيان ،
تعرف أنها إن خالطت دفاتري ستعود للحقيبة دون الوقوف حصةً كاملة في نهارها التالي..
حتى جسدها الذي تحرجها شحومه ، تقف به أمامي باعتباري مرآة، وتسألني بصوتٍ لا أسمعه ، أقرأ شفتيها سريعاً: " مانحفت ؟ "
أرجئ الإجابة لآخر الشهر ، و ينتهي الشهر وابنة الترف مثلما عرفتها ،
مكتظة ، تحبني ، تهتم لأمري، تبحث عني ، وتنساني اليوم .. لذلك أحب أحلامي ، هي هاتفي السري الذي لايقطعني من أحد ..