أصبحتُ اليوم أستدعي من خضرة اسمك جميع مفاتن الإخضرار، وأنحني بكليتي على مبسمه الربيعي مقبّلاً ، حتى إنني ثملتُ من ريّ رضابه وهو يتدفق من جوانب شفتيّ، ويتفتق عن صيرورة الرضاب عسيلات اللمى الصباحية الباسمة.
اعذريني اليوم فإنني عازم على تقعيد قُبلة خضراء كاسمك..كقميصك..كحروفك المنتقعة في خضرة الصباح تداعبها أشعتك فتبدو في حالة رقص متموجة إذا داعبها ذهَب شعاعك، وشافهتها الغرامَ خضرةُ ربيعك.
اعذريني يا حبيبتي ، ويا ملاكي الأخضر لو أعلنت اليوم عن جنة ظلالك الخضراء عمري الذاهب! وهل العمر إلا أنت اختصرته لي أشعتك لوحة زانها الوهج، فأطمعها البيان، فكتبت لي أحلى ما قالت دروس الضحى، وأجمل ما فاهت به صفحات الشفق!.. إنني لفي رياضك الخضراء ذلك الطفل الخالي إلا من عبث الطفولة، وخربشتها الكافرة بنظم الحياة..طفل يعجبه ما يعجب الطيور، ويضحكه ما يضحك الفراش الحائم على مدار الفلك بعقد الحرية البريء من كل عقد..طفل -يا حبيبتي- يحزنه ما يحزن عيون الماء لو حُبستْ دون سد بشري ظالم بالإنسانية قبل ظلمه بقانون الظلم..
فدَعي الطفل خالداً في جنتك الخضراء قبل أن تهلكه أحمال التكليف فينوء عن حملها ظهره الغض الهزف..دعيه في عالم الأحلام طفلاً، واتركيه في عالم حبك حراً، وأبيحي له النوم على ربى صدرك لينعم بغفوة الخلود الشاردة به في مجاهيل طفولته، و...و..وأنت أنت، أجلْ!! أنت يا حياته عذره، وأنتِ جنايته في آن واحد..أحبك اليوم بمقدار تجدد الخضرة في عالم خريرك الأخضر!