منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2010, 01:21 AM   #119
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الشكلانية / (( منابع لاتنضب ))


السيدات والسادة :
أوقاتكم سعيدة ..
كان قد راودني حافز مهم في هذا المتصفح وهو أنه لاينبغي أن نختتم هذا العام النقدي الذي قضيناه سوياً في رحاب المصطلح دون المرور على مصطلح نقدي انبثق عن أهم مدارس النقد والذي نعتبرها رحم النقد الحديث والجديد .. ويعتبر أصحابه هم ثوار الفكر النقدي الخلاق ..إذ أنه لايوجد مشرب نقدي حالي إلا وقد نبع من جعفرٍ من جعافرهم الفكرية ..

إنها الشكلانية ..

الشكلانية ../الحبكة والحكاية / :
نعم هنا كما يعرف المختصون أستعير في هذا التمهيد مفردات أولتها الشكلانية الروسية أهمية بالغة وأبدعت بهما ..ولكن /الحبكة والحكاية / حول الشكلانية هو ما أعني ..

يندر أن تناول هذه القضية باحث إلا ويكون قد ابتدأ بالسيرة التاريخية للمنشأ والولادة ..ولكن اسمحوا لي أن أتجاوز هذا العرف في تقديم الدراسات وادخل إلى كنه القضية ..فأقول :
صدفة غريبة ونادرة الحصول هو أن يجتمع مجموعة من النقاد ليشكلوا حلفاً فكرية له هدف واحد ومقدس ..
هؤلاء هم من كانوا ينقمون على تلك النظرة المأخوذة عن الأدب ..
إنه ذلك الشريد ..مجهول الأب .. اللا ممنهج في سيره المتكئ على ذات الكاتب وأرشيفه وانتمائه وتهويمات المتلقين ومدائحهم .
إنه كائن ليس له إلا ظله (( الأثر الأدبي على المتلقي ))

ووفق هذه التراجيديا تكونت نواة الحلم ... هو أن نعامل الأدب كذات مستقلة لها خصوصيتها ودورة حياتها ..وميكانزماتها المفعلة .. إنه إن صح التعبير محاولة لعلمنة الأدب .. حتى يصبح قاراً وله هويةً في أفلاك الذهن المبدع .. وله حرم مصان
فكيف كانت المقولات الشكلانية ..

شعارات الشكلانية :

نعم إنها ابتدأت شعارات ..ولم تصبح عناوين وقضايا ممنهجة إلا في أربعينيات القرن العشرين ونبدأ معاً بتسلسل يسهل عملية احتواء الأفكار ..

مولد الشعارات :

نعم ..سنطرح شعار للشكلانية أعتبره المرجعية ونقطة الارتكاز التي استند عليها الشكلانيون في سعيهم الحثيث نحو بلورة الموضوعة الشكلانية ..
فقد انطلقوا برفض علني لوجهة النظر التي تري "الأدب" على أنه انعكاس محض لسيرة كاتب، أو لتوثيق تاريخي، أو لأحداث اجتماعية
بتعبير آخر ــ كما يقول ((إيجلتون)) ــ: ((ليس الأدب دينا ــ زائفا أو سيكولوجيا ــ زائفة أو سوسيولوجيا زائفة، بل تنظيما خاصا للغة. وله قوانينه، وبنياته، وأدواته النوعية التي يجب أن تدرس في ذاتها بدل أن تختزل إلي شيء آخر. فالعمل الأدبي ليس مركبة لنقل الأفكار، ولا انعكاسا للواقع الاجتماعي، ولا تجسيدا لحقيقة مفارقة (متعالية): إنه حقيقة مادية، ويمكن تحليل أدائه مثلما يمكن للمرء أن يفحص ماكينة. إنه مكوّن من كلمات، وليس من موضوعات أو مشاعر، ومن الخطأ اعتبار أنه تعبير عن عقل مؤلف ما.))
وتوالت بعدها فيوضات الشكلانيين منذ عام 1917 ومقالة (( الفن بوصفه صنعة )) إلى هذه الأيام التي استمر الشكلانية فيها تحت مسميات جديدة ..
وقد قمت بتصنيف هذه الطروحات كما يلي :

1- الصورة :

كان للصورة مكانة جوهرية عند دارسي الأدب ..فقد اعتبروا أن الأدب هو تفكير بالصورة باعتبار أن الصورة تقدم نوع من الحقيقة الغير منظورة ..والصورة هي التي تجسد الموضوع
كمضمون في النص وكما تدعي المدرسة الرمزية بأن الصورة هي التي تخلق الشعر ..
هنا اختلف الشكلانيون عن هذا النمط السائد ليقدموا طرحاً أكثر تطوراً وملامسة للأدب وذاته
فقالوا :
الفرق بين رؤية هؤلاء وبين رؤيتنا للصورة؛ أننا لا نري "الصورة" بوصفها مرجعا أساسيا دائما لنواحي الحياة المختلفة؛ إذ هدفها ليس إفهامنا المعني، وإنما هدفها خلق معني له طريقته الخاصة في إدراك الموضوع، إن الصورة تساعد علي خلق "رؤيا" لكيفية إدراك الموضوع، بدلا من ذلك الإدراك المعتاد للمعني كما هو...إن الصورة ليست الموضوع وإنما هي أداة مساعدة لإدراك الموضوع الأدبي ..
فنحن قد نضع في النص الشعري مجموعة مترابطة من الصور ..ونحقق ترابط بينها يؤدي بنا إلى إدراك هدف أدبي ..صحيح أن المتلقي يستمتع بالصورة ولكن الخلاصة النهائية والمتكونة لديه جاءت من الأسلوب والإجراءت اللغوية التي قام بها الشاعر وهي التي تهم الناقد وهي التي منحت هذا العمل أدبيته وألقه ..

2- التغريب :

هذا الطرح سببه تميز الشكلانيين عن غيرهم من حيث مفهومهم للأدب وإلي دوره ووظيفته الذي عليه أن يقوم بهما من منظورهم، يقولون في ذلك: إن غرض الفن هو نقل الشعور بالأشياء كما هي مدركة وليس كما هي معروفة بالفعل. وتقنية الفن [في ذلك] هي "تغريب" الأشياء، وجعل الصيغ عسيرة، مع زيادة كل من صعوبة ومدي الإدراك؛ وذلك لأن عملية الإدراك غاية جمالية في ذاتها ولا بد من إطالة أمدها. فالفن طريقة لاكتشاف فنية الموضوع، أما الموضوع ذاته فليس له أهمية
إذ أننا مع مرور الوقت يحدث عندنا نوع من "الألفة" ، بيننا وبين كل ما هو حولنا، كالعمل أو الثياب أو الزوجة أو حتى الخشية من الحرب، ليصبح ذلك مرسخا في "اللاشعور" لذا هو يحدث بطريقة "تلقائية" تماما، ويكاد "المعني" في ظل ذلك أن يضيع منا جرَّاء هذا "الاعتياد". وهنا يأتي دور "الأدب" الذي ينبهنا إلي هذا "الاعتياد"، ويعيد إلينا وعينا وإدراكنا بالأشياء علي حقيقتها، من خلال ما يقوم به "الأدب" من عملية يطلق عليها "التغريب" ويقصد به نزع "الألفة" الاعتيادية التي أصبحت موجودة بالفعل بيننا وبين الأشياء عن طريق جعل هذه الأشياء مدركة وملحوظة بكيفية مغايرة، ليست "آلية" وليست "اعتيادية" كما كان الحال في السابق ... إننا هنا نتأملها ونمنحها وقتاً أكثر لنرى وهم واقعها المعتاد ونتجاوزه إلى الجوهر ..

وعلي هذا "فالصور" و"المعاني" التي تستخدم في "الأدب"، موجودة في الحياة من قبل أساسا، لكن نحن الذين أصبحنا غير قادرين علي إدراكها بسبب "الألفة" التي حدثت بيننا وبين جميع مظاهر الحياة التي نحياها، إلي أن يأتي "الشعراء" في شعرهم فيقوموا بإعادة ترتيب وتنظيم هذه "الصور" في سياقات مختلفة، غير معتادة أو مألوفة كالتي نستخدمها نحن في حياتنا اليومية العادية، فما يقوم به "الشعراء" في الحقيقة؛ ليس ابتكار "صور" جديدة غير موجودة من قبل، وإنما هو إعادة تنظيم وترتيب لهذه "الصور" في نمط جديد، وذلك هو ما يجعلنا نشعر بأنها إبداع واختلاق جديد بخلاف ما هو حادث فعلا ..وهذا ماقد يفسر شعور المتلقي أحياناً عندما يسمع شعر فيقول كأن الشاعر يعرف يلمس داخلي بأمور يعرفها أكثر مني وربما يعتبرونه نبياً ..والواقع هو أن الشاعر أعاد تقديم الموجودات مستخدماً آلية التغريب التي تلغي الألفة وتحفز على إدراك جديد ..
وهذا ما عناه ((رومان ياكوبسون)) عندما عرف الشعر على أنه عنف منظم يمارس على الحديث العادي ..

3- المضمون :

يرى الشكلانيون أن "المضمون" الذي يقدمه العمل الأدبي ليس ذا أهمية بالنسبة إلي "إنشاء الشعر"، فالمضمون ليس أكثر من مجرد دافع للعمل الأدبي، وللنواحي الشكلية التي ينشئها المؤلف فيه. وإن أردنا أن نتهم بالمضامين فالفلاسفة القدماء لم يتركوا مضموناً بتفاصيله إلا وقد تناولوه .... نأتي إلى النص لنستمتع بأداءالعرض الأدبي
وإهمال "المضمون" الذي يقدمه "الأدب" و"العمل الأدبي" بشيء غريب أو شاذ بالنسبة للشكليين، بل هو نقطة جوهرية تماما في أفكارهم، فالاهتمام من قبل الآخرين بما يقدمه "العمل الأدبي" يغري دائما بالانزلاق إلي علم النفس وعلم الاجتماع والنواحي الفلسفية المختلفة، وبالتالي سنبتعد عن الميكانيزمات التي استخدمها الشاعر في طريقة طرح المضمون والتي يتجسد فيها الأدبية التي ينادي بها الشكلانيون ..
وكثيراً ما قلنا بأن نقد النص شيء وشرح النص شيء آخر ..ولعل أهم شعارات نظرية الأدب التي أتت فيما بعد الشكلانيين هو (( مايهمنا القصيدة وليس ماتقوله القصيدة )) ..وفي هذا السياق يتجه الشكلانيون بثقة نحو القول بالمنهج في الدراسة الأدبية فنحن نرصد في النص
حراك الأدوات وعناصر اللغة التي عرض المضمون من خلالها وهذه هي الأدبية ..
وليس القضية من منظورهم قضية إنكار لهذا المضمون، فهم يعترفون بعلاقة "الفن" بالواقع الاجتماعي، ولا ينفون هذه العلاقة، وإنما القضية عندهم قضية تحديد التخصصات، إذ هذه العلاقة ــ من منظورهم ــ ليست من شأن الناقد، كما أن ليس عمله تحديدها أو تحديد "المضمون" الموجود في "الأدب" وإنما كان همهم الأساسي هو دراسة النواحي الوصفية اللغوية، التي يتبعها العمل الأدبي لكي يجعل من نفسه مغايرا للغة الخطاب العادي المستخدمة في الحديث اليومي، لكي يتمكن من تقديم تلك المعاني والحقائق التي اعتدنا عليها، في شكل "مُغـَرَّب"، نستطيع معه الإدراك علي نحو أعمق وأكثر نضجا عما قبل.
وهذا مادعاهم لطرح المبدأ الرئيس عندهم للناقد الدارس فقالوا ((موضوع البحث في علم الأدب ليس الأدب ، وإنما "الأدبية" ، تلك التي تجعل من أي عمل معطي عمل أدبي ))

4- الانحرافات :

وهي مقولة اعتقد بأهميتها الكبيرة لكتاب الشعر ..حيث أننا لابد أن نستخدم أثناء الكتابة أساليب لغوية تنحرف بنا عن الاعتيادي والمألوف ولذلك قالوا مؤكدين : إن أنجح الأشياء في معالجة "الأدب" هو "علم اللغة"؛ لكونه القادر علي تحديد هذه "الانحرافات" التي يحدثها "الأدب" في "اللغة" التي يستخدمها.
لذا اهتم "الشكليون" بالوزن ، والقافية ، والنواحي الصوتية وما إلي ذلك من جوانب شكلية متعلقة بالصياغات اللغوية التي يتكون منها العمل الأدبي ..
وهذه المقولة أساء لها الكثيرون فقد اعتقد البعض بأن استخدام عشوائية وتناقضات وفوضى
قد ينتج لنا تغريب وانحراف وبالتالي شعر .. وهذا غير صحيح فآليات الانحراف دقيقة وتحتاج إلى مهارات لغوية عالية ومخزون علمي لغوي كبير ..
السيدات والسادة هناك موضوعات أخرى نأيت بها عن مقالتي تتعلق بالحبكة والحكاية والتحفيز ..وهي تتعلق بالسرد الأدبي ..فيها تخصص كبير ..لامجال للخوض فيه ..

هوامش السيرة الذاتية :

سأذكر باختصار تاريخ نشأة هذا المذهب وأهم الأسماء المؤسسة والمتابعة ..
نشأت "الشكلية " عبر حركتين، الأولي كانت في ((موسكو))، وعرفت باسم "حلقة موسكو اللغوية" Moscow Linguistic Circle، وقد تأسست عام (1915م)، وكان مـن أبـرز أعـضـائـهــا: ((بتر بوجاترف)) Petr Bogatyrëv، و((رومان ياكوبسون)) Roman Jakobson، و((جريجوري فينوكر)) Grigory Vinokur. أما الثانية فكانت في ((بطرسبورج)) Petersburg، وكانت تسمي "أوبياز" OPOJAZ وهي اختصار لعبارة باللغة الروسية تعني: "جمعية دراسة اللغة الشعرية"، وقد تأسست في عام (1916م)، وكان من أبرز أعضائها: ((بوريس ايخنباوم)) Boris Eikhenbaum، و((فيكتور شكلوفسكي)) Viktor Shklvsky، و((يوري تينيانوف)) Yuri Tynyanov، وكانت هناك علاقات صداقة، وتقارب كبير في الأفكار بين هاتين الحركتين.
وعلى ما سبق عرفنا لماذا دائماً عرفت المدرسة الشكلانية بالشكلانية الروسية ..

* مغالطة :
إن التسمية التي أخذتها هذه المدرسة صادرة عن أعدائها ..ولكنها التصقت بها ..
فقد أراد معارضو هذه المدرسة بهذه التسمية الإقلال من أهميتها بالإحاء إلى أنها تهتم بالشكل
وتبتعد عن جوهر الأدب ..وفي الواقع التسمية التي يرتضيها الشكلانيون لأنفسهم ..هي
(( المورفولوجيا )) علم الوصف ... وهي الأقرب إلى الواقع ..

السيدات والسادة ..
ربما شعر الكثير من المهتمين بالنقد وهم يقرؤون هذه المقالة بأن كل طرح للشكلانيين ربما يجسد جذر من جذور مدارس النقد الحديث الحالية مثل (( البنيوية – السيميائية – التحليلية ..))
والواقع عن نفسي ...أقول ...
إن الشكلانية أحدثت ثورة بالفعل دفعت عجلة النتاج الأدبي إلى الأمام وحركت الركودة في بحيرات الإبداع .. وقدمت لنا هوية معترف بها في محافل الفكر.
لم نعد مجرد ثلة من الهائمين الرومنسيين الذين يمارسون عملية الإبداع بلا توازن أو مرتكز
أتمنى للجميع الفائدة .. وبانتظار آرائكم
دمتم بخير ..

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس