_ للماضي الآسِن مللاً و تكرارا ولبعض مقتطفاتٍ فيه حلوة أستطيع أن أقول أني انتظر الصبح في كل مرة،
أي للذكرى فقط أحاول أن أُكمِل حياتي.
فيما لو أردتَ الحديث عن يومك فستقطع من اليوم شوطاً طويلا وأنت تشرح أسباب المواقف ومترتباتها
وربما ايضاً ستحبها من اجل الوقفات الطويلة عندها إذ ان تأمُّل الأحداث من زاوية مختلفة يخلق نظرة جديدة.
بعد الظهر استيقظت متأخرة ولاأدري لِمَ لم يوقظني أحد ولا حتى انا..
كان كل شيء هادئاً والأنوار مُطفأة ،لابد وأنه حدثٌ جلل ذلك الذي يُطفئ وجود الجميع وأنوار المنزل.
طبيعة الجهة التي تقبع فيها غرفتي مظلمة لذلك لابد من الإضاءة حتى في وسط النهار ،على الأقل ممر
الغرف المؤدي إلى الدرج ،
لأوقاتٍ أُخَر وأمزجة مختلفة أبقى في سريري لمدة طويلة أقضي معظمها في التفكير
أو النظر إلى المرآة المُقابلة تماماً لسريري والتي يظهر فيها نصف جسمي حين أكون في وضعية الجلوس الكسول
تقول صديقتي ما العلاقة بين المرأة والمرآة قُلت تماثل الأحرف بينهما بخلاف حرف المد قالت لا بل تماثلهما
في كل شيء بخلاف المد.. تصنعت الفهم لأني بمزاج لايسمح بالاستفسار أكثر ..كان النهار منقضياً وكل شيء
يُغريني بأن أصمت حتى لايطير النوم كما أتخيل دائماً.
حين قُلت لصديقتي مرة عن رغبتي في عمل خارج أوقات الدوام لاحتياجي للمال وإخبار أمها بذلك لتساعدني في البحث
عن عمل مناسب لي ،رافقني الندم لفترة إذ أن وظيفة مدبرة منزل بالنسبة لي غير مناسب أبدا ولم يطرأ ببالي أبداً ولم تصل
الاوضاع إلى هذا الحد حقيقة،لكن وحين علمت ان الوظيفة إشراف فقط وصاحبة المنزل عجوز وحيدة يزورها أبناءها مرة
واحدة في الأسبوع وفي الصباح أيضاً حين أكون في عملي الرسمي زال هاجسي المؤلم والندم الذي رافقني لفترة وأوشكت
على الموافقة، سأفقد أوقاتاً كثيرة كنت أقضيها مع نفسي ،ولحاظ انا بأشد الحاجة إليها لأكتبني في سطور ولطالما كنت أقول
ان ذلك علاجي لأنسى وتقول صديقتي :
لا ، بل حشر الأعمال في يومك حتى لاتجدي لحظة للتفكير هو الحل..وأصمت إذعانا
واقتناعا برأيها وربما ثقة أيضاً.