المتأمل لحال الجيل الأول من الحداثيين وتوجهاتهم, يجد أنهم قد أصبحوا في زوايا معتمه كما هو حال كتبهم, فلم يفهم عليهم في ذاك الزمن ووهجهم يخطف الأبصار, فكيف يفهم ويدرى عنهم في هذا الزمن وقد أصبحت المعركة بين طرفين تكاد تكون سياسية أكثر من أي وقت مضى .
صرخة الغذامي فيما مضمونه الأساسي تقول للناس إنني موجود, ولازلت حياً أرزق ومتابع, وقد قسمها بين الإسلاميين واللبراليين, فالإسلاميون أخذوها سهاماً ضد التيار الليبرالي ويقولون هاهو واحد منكم ينتقدكم, وبين أنه ليس لديكم شيئاً مما تدعون, أمّا الليبراليون فهو يقول لهم, أنتم طلاب مراهقون تحتاجون لتوجيه ولن تجدوا خيراً منّي, وقد اختلفوا حول مقاله ووجد منهم من يؤيده وهنا قد نال شيئاً ممايريد .
يا العذامي رفقاً بحنجرتك ولاتصرخ كثيراً, فالأفكار تهرم كما يهرم أصحابها وتعتل, وهناك أحزاب وتيارات لم تعد تسمع في ظل هزيم الرعود المعاصرة .