.
.
والدتي تقول لي دائماً : حين تغضبين يشعر كل من حولك ب مدى غضبكِ , حتى وإن لم يكن قريباً منك
للدرجة التي تكفل له أن يكتشف أمرك سريعاً وبلا تفحص قد يطول لـ تقاسيم وجهك ,
فشفتيك تتقوس بشكل غريبِ لا يُشبهك فيه أحد وحاجبيك أيضاً , فأنتِ لا تُجيدين اصطناع
شعور لايشُبهك أبداً , لا تُجيدين !!!
وحقيقة : جربتْ في أكثر من مرّة أن أزرع تقاسيم الفرح على وجهي أمام شخصٍ أُبغضه ,
أو بالوقت الذي لا أشتهي فيه أن أضحك , أو باللحظة التي أتنفس فيها وجعَي وبكل مرّة أخسر الرهان
مع نفسي وأعود إليّ خائبة , فالناس من حولي لايقدرون معنى أن تكون يتيماً / وحيداً في ظل الضجيج الذي
يُثيرونه حولك , ولايدركون معنى أن تكون غاضباً / حزيناً / متوتراً / خائفاً للدرجة التي لاتكفيك لأن تعبر
إليهم دونما عناء أو مشقة تظهر ملامحها جليّة وواضحة عليك حين تُقبل عليهم , ولأجل ذلك يتهاتفون
على نعتك بمسميات لاتُشبهك , ولا تُشبه تفاصيلك الصغيرة المُخبأة في جيوب ذاكرتك
أنا أكره أن أكون هكذا , لكنني لا املك خياراً بديلاً يكفل لي طبيعة جديدة تجعلني أكثر اتقاناً
لدوري حين يكون الأمر خارج نطاق السيطرة !!
سآرة القحطاني