في ليلتنا الخالدة طيش الإنسانية الحرة من معقل العقل إلى مسارح الوجود الوجداني المفرط حبا، المتهالك حنيناً إلى حضنك الغالي المائج موج البحر لولا عذوبتك أمام شدة ملحه، وأجاجه، وفيها سكرٌ خمره معتق الختم معتق البدء كشجرة يعانق جذرها زمارة فرعها، ويشتد جذعها بوفرة أفنانها..وما سكر به عقل حتى سار في ركابه مئة عقل، وهل بعد حبك من عقل يُسترشد به!! إن حبك أعقل ما تشبثت به، وآنس ما ملت إليه، وأرشد ما به اهتديت من الظلمات إلى النور، ومن الزيغ إلى الضلال.
في ليلتنا تلك تناثرت النجوم ، ثم رقصت في حائط الشوق الليلي، وإذا بها تتمايل فوق رأسينا كغيداء لم تبق من ألوان التفنن لحبيبها شرخاً إلا ووفت بإتمامه، وأعلنت عن التزامه,..وقد كلمتنا النجوم حتى كاد صوتها يرسم على الآذان تشنيفة الولاء السمعي الخالدة كذلك خلودَ ليلتنا، وكلمنا النجوم بلغة عاشقين ذوّب الولع منهما محاجر العيون فزاغتْ، وأفنى منهما حبال الصوت فتاهت، وكان صوتنا يا حبيبتي كرجع متموج من مداعبة الهبوب المسالمة في ليلة كلها ، وبجميعها، وكليتها أنا وأنتِ.