
كانَ الوقت في بعدكِ لا يمر ، يخبرونني أنه يمرُ سريعاً ولكنه لم يكن كذلك معي ، ربما لأنكِ انتصفتهِ وربما لأنني
ما عدتُ أكترث لأجل أي شيء سوى أن تعبريني مجدداً كما كنتِ تفعلين كل مرة !
كنتِ التي تأتي حين أكون حزينة فتكفكف دمعي دون أن تنبس بكلمة ، نظرةٌ واحدة منكِ تكفي لأجل أن أبتسم للحياة مجدداً .
أتذكرُ جيداً المرة التي عدتِ فيها ، تلك المرة التي احترتُ فيها من أين يجدر بنا أن نبدأ ، فأسمعكِ ولا أعود أدري
أين اختفى صوتي وجلّ الحكايات ، وكأنها فلتت من بين يدي حينَ عدتِ !
وعدتِ للغياب ، وماعادَ صوتِي بعدها !
لم تعد المسافة بيننا أفقية تستطيل كلمّا سكنّا مدناً غير التي مُلئت أيامنا بتفاصيلها فهانحن اليوم نقطن ذات المدينة
و على ذات الطريق ولكن المسافة بيننا اليوم تتعامد بطول السماء ، تتخللها قضبان صمتٍ لا يفلت منها أي حديث سوى
بعضٍ من التحايا و يجثو على مقدمتها خريف عمرٍ كامل كنّا سنقضيه معاً
ولكن كلانا اتخذت طريقاً مختلفاً حين اخترتِ ألا تتذكريني وأخترت ألا أنساكِ !